ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ
حرب أكتوبر لم تكن بين إسرائيل ومصر فقط، فإسرائيل عدو لكل العرب الذين وقفوا بدورهم بجانب مصر قلباً وقالباً، فهذه الحرب حققنا من خلالها نصرين: نصر هزيمة إسرائيل، وعودة سيناء ونصر وحدة العرب، بصرف النظر إن هذه الوحدة لم تدوم كثيراً بسبب اتفاقية (كامب ديفيد للسلام) ولكن سيظل العرب أخوة مهما اختلفوا، وحدث بينهم خلافات ونزاعات، حتى لو وصل لقطع العلاقات فى بعض الأحيان، فالحقيقة لن تتغير ولا تتبدل.
الجيش العربى:
شهدت حرب أكتوبر اتحاد الدول العربية بمعنى الكلمة، وليست ومبالغة لو قلنا إن كان بمثابة جيش عربى متكامل، فهناك من الدول العربية من قدم الدعم العسكرى وهناك من قدم الدعم المادى من أسلحة ومبالغ مالية لشراء أسلحة.
وهناك من قدم الدعم المعنوى ودول أخرى قدمت أقصى ماتستطيع من دعم عسكرى ومادى وإصدار قرارات تضامنيه وكأنها هى التى تحارب وأولها الجزائر، وثانيها العراق التى شاركت عسكريا هى والسودان وشاركوا فى النصر، وكذلك شاركت المغرب والسعودية وارسلت الكويت طائرات وكذلك تونس ارسلت طائرات وكتائب بإرسال جنود لمساعدة مصر فى الحرب، وارسلت قطر مبلغ مالى كبير للمساعدة فى شراء الأسلحة، وقامت المقاومة الفلسطينة بشغل إسرائيل من خلال زرع ألغام وعمل غارات على العدو الإسرائيلى لشغله.
كما اغلقت اليمن باب المندب على إسرائيل لمنعها من العبور، وقامت البحرين بإنهاء اتفاقية البواخر الأمريكية فى موانىء البحرين، كما قامت هى والسعودية والإمارات والجزائر بقطع النفط عن أمريكا وبعض الدول الاوروبية لتحاول شل حركتها لأنها ساعدت إسرائيل فى الحرب، وكذلك ليببا التى كان لها دور لا ينسى هى والاردن، فلو تحدثنا عن مشاركة العرب فى الحرب لن تتسع المقالة إلا لمقالة أخرى منفردة توضح الجيوش العربية التى شاركت فى الحرب تستطيع أن تضطلع على المصدر من هنا، وبالطبع سوريا كانت طرف أساسى فى الحرب على جبهتها ناحية الجولان، فالدول العربية كانت يد واحده ضد العدو الأوحد وهو إسرائيل.
مولد الحلم العربى:
تحقق الحلم العربى فى الوحدة الوطنية فى يوم السادس من أكتوبر؛ 1973 ذلك الحلم الذى كان كابوس بالنسبة لإسرائيل ومفاجأه لكل العالم، حيث رأى العالم قوة العرب عندما اتحدوا، وأدركوا إن هذه القوة لا تقهر أبداً، إلا إذا تفككت وتفرقت.
قد يهمك أيضاً قراءة دور13 دولة العربية تفصيلاًً.
الخطة الصهيونية:
التفرقة ونشر العداء بين الأشقاء العرب هى الخطة الصهيونية لضمان استقرار إسرائيل هذا من ناحيه، ولاستغلال الثروات العربية ونهب خيراتها لعودة الاستعمار الاوروبي هذا من ناحية أخرى.
وعمد العدو على تنفيذ هذه الخطة بإحكام ونجح فى تنفيذ جزء كبير منها، فبعدما كان العرب متكاتفين وكانوا على قلب رجل واحد، أصبحوا رجال متفرقين، وصار لكل ملك أو رئيس سياساته المختلفة عن باقية الدول العربية، وصارت مهامه تنحصر فى حدود دولته الصغيرة ولم يعد يفكر فى حدود غيره من الدول العربية، فقضية فلسطين ليست قضية الفلسطنين وحدهم بل قضية كل العرب.
وللآسف ظهرت الحساسيات فى التعامل بين الأخوة وتحولت الخلافات لمشدات ونزاعات وتطور الأمر لقطع العلاقات، وصارت بعض الدولة العربية تمثل عدو لدود لدول عربية أخرى، وصارت علاقة الدول مع إسرائيل علاقة حميمية، فالحبيب صار عدو، والعدو صار صديق، وكل هذا ضد مصلحة العرب أنفسهم، فهم الخاسرون وهم من يزدادون ضعف فى حين تزداد إسرائيل قوة هى وباقى الدول الطامعة فى نهب خيرات العرب.
حال العرب فى عام 2020: (سرقة نصر وحدة أكتوبر)
نجح العدو سواء كان إسرائيل أو بعض الدول الغربية فى التفريق بين العرب وسرقة ماحققه نصر أكتوبر فى وحدة العرب، تفرق العرب وتشتتوا، وأصبحوا أعداء.
فلننظر لما وصل إليه العرب فى عام 2020 أين سوريا؟ أين العراق؟ ماذا حدث بين اليمين والسعودية؟ وليبيا ماأحوالها؟ والسودان؟ لبنان مكلومة! والسودان قسموها! وقطر أصبحت هى العدو، أما إسرائيل صارت دولة صديقة! السلام لازيق بيها! والتطبيع حقق أماليها، أماالقضية الفلسطينة اتهموا أهلها بأنهم أضوعوها.
وفى النهاية نتمنى أن يعود للعرب مجدهم وقوتهم التى فى وحدتهم، وستظل ذكرى احتفال نصر أكتوبر تذكرنا بوحدتنا العربية المسلوبة، لهذا علي العرب جميعهم الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة لأنهم جميعهم شاركوا فيها، وعلي جميع العرب السعى لتحقيق الوحدة العربية حتى لا تظل حلمًا.
بقلم: منة الله بنت محمد
تعليقات
إرسال تعليق