التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أين الحقيقة


       فى هذه الأيام كثيراً منا يسأل اين الحقيقة ؟فى ظل هذه الأحداث الكثيرة التى تحدث والأقاويل الكثيرة التى تقال، فبعدما قامت ثورة 25يناير ونجحت فى إسقاط النظام وتخلى الرئيس عن السلطة (وتلك نتيجة ماكان أحد يتوقعها فيما سبق)؛ظهرت أراء تقول إن هناك يد خارجية هى التى خططت للثورة بل الأكثر من ذلك هناك من يقول إن معه دليل على إن هناك من بشر بالثورة فى هذا الميعاد وفق تخطيط مسبق.ويرد الثوار على ماسبق ويقل بأنه افتراء وكذب ومن يقول ذلك يريد أن يسرق الثورة منهم أو يحبط ما حققته.ولكن اين الحقيقة فى كل هذا ؟ من هو الصادق أو من هو الأصدق؟
وإذا نظرنا إلى الموضوع بعين محايدة نجد أن النظام السابق كان فعلاً نظام ظالم ويستحق ماحدث له فهذه حقيقة لابد أن نسلم بها أولاً،فالثورة لم تقم على باطل بل قامت بسبب ظلم وفساد وبغى زاد عن حده هذا من ناحيه.
       من ناحيه أخرى لو فرضنا مجرد افتراض أن هناك مخطط مسبق كما يدعى البعض ،فهذا المخطط  لا يستطيع أن يجبر شعب بكافة طوائفه للخروج إلى المظاهرات،صحيح أن الشعب المصرى لم يخرج بكامل عدده للمظاهرات فهناك من لم يخرج أما لعجزه عن الخروج لعجزه عن الخروج بسبب الخوف أو خلافه وهناك من لم يخرج لعدم اقتناعه من الأساس بالخروج.ولكن كل هذه الأعداد التى خرجت للمظاهرات وخصوصاً يوم جمعة الغضب كانت أعداد لا يستهان بها ويعتبر بمفرده شعب ليس شباب فقط بل كان يشمل الشيوخ والنساء والمراهقين بل هناك أطفال انضموا بل واستشهدوا وكان يضم جميع الفئات المتعلم والجاهل والفقيرو الغنى الغير محتاج لأى شىء لكى يخرج .
كما أن الثورة لم تقام فى التحرير فقط بل فى جميع محافظات مصر ولا ننسى السويس التى تعتبر أول محافظة اشتعلت فيها الثورة مع القاهرة .فإذا افترضنا أن هناك فئة قبضة الثمن لكى تخرج فهى فئة قليلة جداً مقارنة بالأعداد التى خرجت فالنفترض معاً أن هناك من قام وخرج بمظاهرة  ليس لأنه وطنى بل لاأنه قبض أى عميل وطالب بإسقاط النظام فجميع الناس اللذين قاموا بسمعه منهم من تم ظلمه ومنهم لم يظلم ولكن لا يستطيع أن ينكر وجود ظلم وفساد فقاموا بالانضمام إليه لأجل هذه الحقيقة وهو وجود ظلم ووجود فقر وعدم مراعاة فئة كبيرة من الشعب فإذا كان هناك عميل فمن انضم إليه صادق برىء.
فتعالوا نتحدث بمبدىء الأغلبية فدائماَ رأى الأغلبية هو الذى يسير هناك فدائماً رأى الأغلبية هو الذى يسرى ،فإذا فرضنا أن هناك عدد من الناس عملاء وانضم إليهم الكثير والكثير الشرفاء المؤمنون بأن هذا البلد تم ظلمه بسبب نظام فاسد فمن انضم  انضم وخرج للمظاهرات وقام بثورة لهدف شريف نبيل ،فمن قالوا هيا نقوم بمظاهرات قالوا أسباب حقيقية صادقة لتخرج الناس ودعونا من النيات لايعلمها إلا الله عز وجل ولكن المهم الحقيقة وهى وجود ظلم وجهل وفقر وبطاله وغيرها من الأسباب التى خرج الناس بسببها من بيوتهم للقضاء عليها ولأجل الحرية بل إن هناك البعض ممن خرجوا ميسورون الحال ولم يتعرضوا لظلم اجتماعى أو غيره ومع ذلك خرجوا تضامنٍ مع ابناء وطنهم لأنهم شعروا بهم لم يفكروا فى أنفسهم فقط مثل غيرهم فهم حقاً وطنيين.
لذا فإذا كان هناك تخطيط كما يقولون فمن خرج خرج وانضم بناءً على أسباب حقيقية موجوده بالفعل لم يكذب أحد بشأنها والذى خرج خرج بإرادته ونجح فى اسقاط النظام بل وفى اجهاض التخطيط إذا فرضنا بوجوده ،لأن الثورة نجحت بيد مصرية شريفة  وبدماء طاهرة ،أما العملاء والإيدى الخارجية ذابت فى وسط ملايين المصريين الشرفاء ويعتبروا بمثابة نقطة فى بحر لا تحسب ولا ينتسب لها أى شىء من نجاح ،فدماء الشهداء نجحت فى اجهاض حركة فاسدة إذا سلمنا بوجودها وبنت ثورة صالحة ،وهذه هى أول حقيقة ويجب أن نسلم بها ( ألثورة المصرية قامت على أسباب حقيقية وبيد ودماء طاهرة).
أما بخصوص من يرفضون الثورة ويعتبرونها خراب فهم لا ينظرون إلى الموضوع برمته ولا ينظرون إليه من جميع الوجوه بل ينظرون إليه من وجهة نظر واحدة فقط فهم ينظرون إلى مزايا النظام التى تعد على الأيدى من إنشاء طرق وكبارى وخلافه ولا ينظرون إلى عيوبه التى لا تحصى من فقر وجهل وبطاله وظلم وقهر ورشوة وفساد حياة سياسيةوذل وشعور بالعار فى الخارج بسبب ضياع كرامة المصرى فى الداخل والخارج ،فالمصرى الجنسية الوحيدة التى تهان فى داخل وخارج بلادها وغيره من المساوىء،كل من يعترض على الثورة يحكم بعاطفته بأن حرام فعل هذا بالرئيس ولم يحكم بعقله،وكثيراً منهم لاأقل جميعهم لا يشعرون بغيرهم من ابناء الشعب اللذين ذلهم النظام السابق وظلمهم وهملهم ولا يشعرون بألامهم فهناك من يعيش فى هذا البلد فى مستوى بالنسبة غيرة مستوى مرفه يشرب ماء نقى ليس كغيره  يشرب مياه مختلطة بالصرف الصحى يسكن فى مساكن فاخرة أو حتى عاديه وآمنه ليست كغيره يسكن فى مساكن آيله للسقوط أو غير آدميه وليس لديه مشاكل بحجم غيره ، لذا فالنظام لا يسبب له أى ضرر لهذا فهو لا يبالى بشىء ،وفى نفس الوقت هناك من المعترضين من يعيش مستوى يسمى (عيشه مستورة) ولكنه يخشى النظام ويتجنبه وكل مايريده أن يعيش فى هدوءولا يقع فى مشاكل مع النظام وأيضاً يحاول أن ينظر إلى مزايا النظام القليلة ويتحاشى عيوبه إذا استطاع حتى يعيش ،فهذه الفئة المعترضة على الثورة تريد أن تحل مشاكل المجتمع فى هدوء حتى ولو لم ينفع أن تحل فى هدوء لا يهم أن تحل المهم أن تسرى الحياة ولكنهم يجب أن يعلموا أن الحياة سوف تسرى فى جميع الحالات سواء قامت ثورة أم لم تقم.
لهذا تحيه لكل مصرى وقف أمام الظلم وتحيه خاصة لكل شخص يعيش حياه كريمه مرفهه وليس لديه ربع مشاكل غيره ورغم ذلك خرج فى المظاهرات وتضامن مع غيره لأنه من هذا الشعب وشعر بألم غيره ورفض أن يعيش لنفسه فقط مثلما فعل غيره بل اهتم بمشاكل غيره من المظلوميين والكادحيين والفقراء.وهذه هى ثانى حقيقه (تجنب قول الحق بسبب الخوف هذا من ناحيه وعدم الأحساس بالغير والنظر إلى الحقيقه برمتها وهذا من ناحيه أخرى)
أما بالنسبة لمن يقول بأنه لم يحس بالتغيير بعد الثورة ،فهذا شىء طبيعى فلم تمر وقت كافى على الثورة لكى تستطيع فيه الحكومة تغيير نظام فاسد بأكمله فيجب أن نعطى فرصه لهم فليس من الطبيعى أن نظام فاسد ظل 30 عام بالإضافه لوجود بقايا فساد تراكمت من قبله أى أكثر من 30 عام ونأتى اليوم ونريد أن تتغير الحياة من ليلة وضحاها فهذا غير منطقى،فالدول الاوروبيه أخذت سنين وسنين لكى تتقدم وتحقق ماحققته من نجاح فيجب أن نصبر ونكف عن اتهام الثورة بسبب التدهور فالتدهور هذا نحن السبب فيه بالإضافه إلى عديمو الضمير اللذين استغلوا ظروف البلد وبالطبع الأيدى الخارجيه التى تحاول أن تستغل أى نقطة ضعف للبلد،فيجب أن نعمل بجد بدلاً من الوقفات الاحتجاجيه التى يستغلها عديمو الضمير ويزودون اشتعالها وتكون فرصه لليد الخارجيه لتخريب البلد ،حقاً هذه الوقفات مشروعه ولكن فى هذا الوقت قد تضر أكثر ما تفيد فيجب تأجيلها مؤقتاً.
لهذا يجب أن ننتظر خصوصاً بعدما رأينا بأنفسنا من نسبو الثورة لأنفسهم وكما يقال (ركبوا الموجه) وذهبوا يملوا مطالب كأنهم هم وجوه الثورة الحقيقيه.فنحن لا نرى وجوه الثورة الحقيقيه هذه الأيام فى ميدان التحرير فكثير اً ليس لهم الحق فى الاحتجاج لأنهم لم يقفوا وقفه فعليه فى الثورة ونراه الآن يقف كأنه زعيم وقله قليلة ممن شاركوا فى الثورة نراهم موجودين ولكن للأسف يسلب منهم ما فعلوه وأصبح يدخل وسطهم الكثير من الفاسدين اللذين يستغلون المواقف ويفعلون المشكلات وفى النهاية ينسب مافعلوه للثورة البيضاء وللشرفاء اللذين قاموا بها مثل ما حدث فى الشهور الماضيه عندما تم القبض على مجموعة شباب فاسدين أو (بلطجيه) اندسوا وسط المتظاهرين وكان معهم ذجاجات ملوتوف وأخرون اللذين اعتدوا على إحدى مراسلة تتبع لإحدى الفضائيات فالأسف هؤلاء الفئه الفاسده أسأؤ للثورة وأسأؤ للشرفاء من المتظاهرين،لذلك لابد من التقليل بل توقف هذه الوقفات مؤقتاً  فى التحرير حتى نحافظ الثورة وعلى نقائها  وبعد ذلك سوف تظهر الحقيقه فإذا تحقق المراد من تحقيق العداله وانتهاء الظلم فبها وإلا فنذهب للتحرير مره ثانيه إذا بقى الحال كما هو عليه.
وأخيراً يجب أن ندرك هذه الحقائق  أولاً: أن هذه الثورة ثورة مصرية أصيلة ،ثانياً: هناك من يعترض على الثورة لأنه ينظر من وجهة نظر واحدة ، ثالثاً: هناك من يستغل الوقفات الاحتجاجيه لمصلحتهم لذا يجب أن نصبر ولا نتيح لهم أدنى فرصه لتدمير البلد.
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تتعلم المحاماه بمفردك؟

      تحدثنا فى المقالة السابقة عن أهم أداة يحتاج لها المحامى لينجح فى المحاماه، وهى أن يكون لديك لغة عربية فصيحة، وبالطبع هناك أدوات أخرى يحتاج لها المحامى.  ولكن قبل الخوض فى تفاصيل المقالة لو لم تقرأ المقالة السابقة؛ عليك قراءتها لأنها امتداد  لهذه المقالة للذهاب إليها اضغط هنا . ماهى الأداة الثانية لنجاحك كمحامى؟  المحامى فى العصر الحالى يختلف عن المحامى فى الماضى، وهذا أمر طبيعي، لأن العالم نفسه تغير، لهذا عليك أن تطور من نفسك كمحامى لتواكب العصر.   وكما أن اللغة العربية تحتاج لها فى شتى مناحى عملك في المحاماة من مرافعة وكتابة المذكرات وغيرها، فأنت أيضاً محتاج للغة العصر، وهى مهارات الحاسب الآلي (الكمبيوتر) وبالطبع لا ينفصل عنه الإنترنت.  هل المحامى المبتدىء هو وحده الذى يحتاج للغة العصر؟      لا يختلف الأمر لو كنت محامى مبتدىء أو خبرة كبيرة في المحاماة، فلا غنى عن الحاسب الآلي والإنترنت، فهما يمثلان لغة العصر الحديث وأدوات تساعدك أى شخص على النجاح فى أى مجال.   أما بالنسبة للمحاماة فسوف تساعد كثيراً كل درج...

أسرار لتكون من الصالحين

   إذا أردت أن تكون من الصالحين، إذا أحببت التقرب إلى الله عزوجل؛  فأبدأ مباشرة فى طاعته بنية خالصة؛ وكن عندك إصرار وعزيمة، ولا تترك أى شخص أو شيء يمنعك من الوصول لله، وكن واثق إن كل صعوبة فى البداية ستواجها أنت مثوب عليها؛ وإصرارك على العبادة سيرفع منزلتك عند الله سبحانه وتعالى ووقتها سيجعل العبادة سهلة عليك لدرجة إنه يقربها لك بشكل تتعجب أنت منه، وفيما يلى نقدم إليك بعض الأسرار التى تساعدك إن شاء الله لتكون من الصالحين.  بمن تستعين؟ بأهلك؟ أم أصاحبك؟ أم تعتمد على نفسك فقط؟ فأعلم أن كل ماسبق لن ينجح وحده بدون الله؛ فاستعن بالله وحده؛ كل فرد منا لديه نقطة ضعف أو أكثر هى عبارة عن العراقيل التى تمنعه عن طاعة الله عزوجل بشكل تام أو عن تأديتها بشكل سليم، والحل هو الاستعانة بالله نفسه ليس بالبشر؛ فقد ينسى أخوك إيقاذك للفجر أو تمرض أمك فلاتقدر على القيام لإيقاذك أو يغفل صديقك أو ينشغل عنك بظرف طارىء أو يموت أبوك الذى كنت تعتمد عليه ليعينك على طاعة الله عزوجل. لهذا فأنت  فى حاجه لشخص لا يموت ولا يمرض ولا يغفل ولا يشغله شىء عن شىء، ولا تأخذه سِنة ولا...

أسرار التقرب إلى الله

هذه المقالة تعتبر الجزء الثاني من مقالة أسرار لتكون من الصالحين واخترنا هذا العنوان لأنك قد لا تصل بأعمالك لتكون من الصالحين ولكنك تستطيع التقرب إلى الله فى كل وقت وحين وإليك أهم الأسرار: تصدق بما تُحب: من أسرع الطرق التى ترفع درجاتك لتكون فى صف الصالحين هى الصدقة؛ وخصوصًا لو تصدقت بما تُحب، ليس أى شىء تُخرِجَه وتُعطِيه للفقير يعتبر صدقة، فيجب أن يكون شىء ينتفع به الفقير، فإذا أردت أن تتصدق بطعام لا تخرج طعام فاسد انتهت صلاحيته أو ملابس مُهلكه؛ أو شىء لا يصلح للإستخدام!  فتصدق بملابسك القديمة شرط أن تكون صالحة للإستخدام فأحرص ألا تكون بها قطع أو مُهلكة، وسوف تنال أجرك عند الله، أما لو أردت أجر مضاعف ومنزله أعلى، فتصدق بماتُحب، فقال الله تعالى فى سورة أل عمران آيه(92):" لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ". صدق الله العظيم، ففى تفسير ابن كثير قيل فى معنى البر أى الجنة، وفى تفسير السعدى ورد فى قوله تعالى: ( لن تنالوا) أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع ...