إذا أردت أن تكون من الصالحين، إذا أحببت التقرب إلى الله عزوجل؛ فأبدأ مباشرة فى طاعته بنية خالصة؛ وكن عندك إصرار وعزيمة، ولا تترك أى شخص أو شيء يمنعك من الوصول لله، وكن واثق إن كل صعوبة فى البداية ستواجها أنت مثوب عليها؛ وإصرارك على العبادة سيرفع منزلتك عند الله سبحانه وتعالى ووقتها سيجعل العبادة سهلة عليك لدرجة إنه يقربها لك بشكل تتعجب أنت منه، وفيما يلى نقدم إليك بعض الأسرار التى تساعدك إن شاء الله لتكون من الصالحين.
بمن تستعين؟ بأهلك؟ أم أصاحبك؟ أم تعتمد على نفسك فقط؟ فأعلم أن كل ماسبق لن ينجح وحده بدون الله؛ فاستعن بالله وحده؛ كل فرد منا لديه نقطة ضعف أو أكثر هى عبارة عن العراقيل التى تمنعه عن طاعة الله عزوجل بشكل تام أو عن تأديتها بشكل سليم، والحل هو الاستعانة بالله نفسه ليس بالبشر؛ فقد ينسى أخوك إيقاذك للفجر أو تمرض أمك فلاتقدر على القيام لإيقاذك أو يغفل صديقك أو ينشغل عنك بظرف طارىء أو يموت أبوك الذى كنت تعتمد عليه ليعينك على طاعة الله عزوجل.
لهذا فأنت فى حاجه لشخص لا يموت ولا يمرض ولا يغفل ولا يشغله شىء عن شىء، ولا تأخذه سِنة ولا نوم (أى لا يأخذه نعاس ولا نوم)، فالله هو الوحيد الذى تجتمع عنده كل هذه الصفات، فأدعو الله أن يعينك على الطاعة إذا ماشعرت إنك لا تقوى عليها أو وقتك لا يُساعها أو الشيطان مسيطر عليك فعندما تقوم للصلاة تشعر بثقل كبير جداً، أوعندما تفتح وتقرأ القرأن تشعر بملل، فكل هذه الأحاسيس من الشيطان نفسه؛ فاستعن بالله واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
اهزم العراقيل بالدعاء:
ادعو الله أن يعينك، فقد يكون لديك عيوب أنت غير مدرك لها، وتلك العيوب هى التى تمنعك من التقرب إلى الله، فأدعُ الله أن ينور لك بصيرتك لتعرف هذه العيوب؛ ويعطيك القدرة على إصلاحها.
لا تسمح لأى عراقيل أو معوقات أن تجعلك تيأس وتقول إنه صعب الوصول إلى الله، بالعكس قف أمام أى صعاب واهزمها بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، وذكر نفسك دائماً لو واجهت أى مشكلة كبيرة فإن الله أكبر، كن عنك أمل فى الله، ثق فى الله، فادعو أن ييسر العبادة عليك، ادعوه أن يكره المعاصى إليك، لو عندك عيب لا تقدر على تغييره، فادعو الله أن يعينك، ولا تيأس وجاهد مع نفسك حتى توصل بها لبر الأمان، فالدعاء يحقق المستحيل، فأعزم النية وادعو السميع العليم.
ولا تنسى أن تدعو الله بإخلاص وهذا أهم شىء؛ فالدعاء يُستجاب عندما يوجد الإخلاص؛ أما لو انعدم الإخلاص فلا إستجابة؛ فأجعل تركيزك فى الدعاء كتركيزك فى المباراة التى تُشاهدها بكل حواسك؛ فلو مرت ذبابة أمام عينك لن تراها؛ ولو رن الجرس هاتفك لحظة اقتراب الكورة من المرمه لن تهتم لتعرف المتصل؛ انطق كل كلمة بتركيز اثناء الدعاء كن صادق وتيقن من الإستجابة، لا أن تقولها بغير اهتمام وأنت شاكك فى الإستجابة،
الإصرار للوصول إلى الله:
السر فى الوصول لأى شىء هو الإصرار؛ فمابالك للوصول إلى الله عزوجل؛ فالرجال الصالحين والصالحات ليسو سحرة فهم بشر أمثالنا وكذلك الانبياء بشر.
الفرق يكمن فى الإصرار، بين من تأخذه الحماسة بعض الوقت ثم يقف لا يُكمل الطريق وتعود للمعاصى، وبين الرجل الصالح الذى يُصر على الطاعة وإصلاح عيوبه؛ ويحاول جاداً البعد عن المحرمات والشهوات حتى لو كان يحبها ومتعلق بها، فنجده يجاهد نفسه مراراً؛ وتكراراًً، فلو فشل مرة يحاول الثانية والثالثة والعاشرة حتى يهزم الشيطان؛ ويُرود نفسه على ترك المحرمات وطاعة الله عزوجل بصدق وإخلاص.
قد يهمك أيضاً:
لا تقلد عبادة أحد:
من رحمة الله سبحانه وتعالى بعبادة إنه جعل طرق كثيرة ومتنوعة للوصول إليه؛ فليست الصلاة وحدها هى العبادة الوحيدة بل الصوم والزكاة والصدقة والذكر والأخلاق الطيبة وجعل أيضًا الأخلاق الطيبة عبادة والعمل عبادة؛ فلا تسمح بأى شخص أن يصعب عليك أمور دينك.
فإذا كنت تعمل عدد ساعات طويلة لا تسمح لك غير بصلاة الفرض فقط، فلا تحزن ولا تسمع للشيطان إن طريقك لله مسدود؛ لأن ليس عندك وقت للاجتهاد فى العبادة والتقرب إلى الله بالعكس؛ فهناك طرق كثيرة أولها اتقن عملك نفسه بنية التقرب إلى الله؛ ولقد أكد النبى هذا المعنى فى حديث له، حيث روت السيدة عائشة عن الرسول(صل الله عليه وسلم)قال:
" إنَّ اللهَ تعالَى يحبُّ إذا عمِل أحدُكم عملًا أن يُتقِنَه" وبذلك تكون ربحت فعملك الذى تعمله تأخذ عليه راتب وتؤجر عليه يوم القيامة.
فالعبادة هى علاقتك بالله فلا تسمح لأى شخص أن يحدد لك شكل هذه العلاقة، فلو أبوك يتقرب إلى الله بكثرة صلاة النوافل، فليس شرط أن تقلده مادام عملك أو دراستك لا تسمح لك بالوقت الكافى لذلك، ولو كانت أمك تتقرب إلى الله بكثرة الصدقة فلا تحزن إذا كنت فقيراً لا تستطيع أن تتصدق بنفس القدر الذى يتصدق به هى، وإن كان أخوك يتقرب إلى الله بكثرة الصيام فى غير رمضان فلا تقلده مادمت لا تقوى على ذلك.
فأنت الذى بيدك تحديد العلاقة بينك وبين ربك، وللجميع لهم النصيحة فقط، أما أنت لك الاختيار.
ومقياس نجاح هذه العلاقة هو الحب هل تشعر بالراحة والاستمتاع وأنت تتعبد إلى الله سواء بصلاة نافلة أو صوم أو بتلاوة قرأن أو بذكر، أو تشعر بالتعب والضيق، فتصوم تطوع وأنت مرهق، أو تصلى فى عجالة لضيق الوقت، لهذا لا تجعل أحد يفسد علاقتك بالله.
فأنت الذى بيدك تحديد العلاقة بينك وبين ربك، وللجميع لهم النصيحة فقط، أما أنت لك الاختيار.
ومقياس نجاح هذه العلاقة هو الحب هل تشعر بالراحة والاستمتاع وأنت تتعبد إلى الله سواء بصلاة نافلة أو صوم أو بتلاوة قرأن أو بذكر، أو تشعر بالتعب والضيق، فتصوم تطوع وأنت مرهق، أو تصلى فى عجالة لضيق الوقت، لهذا لا تجعل أحد يفسد علاقتك بالله.
وأخيراً إذا أردت فعلاً أن تكون من الصالحين فعزم النية واستعين بالله وآتى من الطاعة ماتستطيع بإتقان، وعليك الدعاء بإخلاص ويقين، فلو تعرفت على قوة الدعاء لن يدق اليأس بابك، وبالطبع هناك أسرار أخرى لم نذكرها حتى لا نطيل عليكم، تستطيع التعرف عليها فى الجزء الثاني من المقالة بعنوان أسرارالتقرب إلى الله، حفظكم الله ورعاكم.
بقلم: منة الله بنت محمد
تعليقات
إرسال تعليق