لكل شىء فى هذه الدنيا له حدود فإذا زاد عن حده انقلب ضده بل كل شىء مهماً كان جميل ومفيد إذا زاد عن حده انقلب ضده ،لأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شىء فى الدنيا بنسب محدده حتى يحدث توازن فى الحياة فمثلاً الأكل مفيد ويلزم أن تأكل لتعيش ولكن إذا زدت فى الأكل سوف ينقلب ضدك فتصاب بالسمنة وإذا نقصت فى الأكل زيادة عن الحد سوف تصاب بالنحافة وتدخل فى الانميا ،لذا خير الأمور الوسط كما قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم)فى حديث معناه ذلك.وكذلك الفيتامينات مفيدة جداً ولكن إذا أخذتها بكثرة عن حدها انقلبت ضدك واصابتك بتسمم ؛وكذلك النظافة رغم إن النظافة شىء جميل وإذا كثرة منه شىء جيد ولكن إذا زاد عن حده انقلب ضده أيضاً واصيب صاحبها بوسواس النظافة القهرى الذى يجعله يمل حياته ويجعلها معقده وتجعل صاحبها دائماً فى حالة شك من نظافته أو نظافة أى شىء حوله.
ونرى أيضاً أن هناك أشياء لا يتوقع أحد أنها إذا زادت عن حدها يمكن أن تؤذى فمثلاَ الحب إذا زاد عن حده أيضاً ينقلب ضده ويخنق الحبيب ،كما نرى فى حالات كثيرة نرى زوج يحب زوجته أو العكس حب لا حدود له فيغار عليها غيره زائده عن حدها(لأن الغيرة العادية شىء طبيعى) فيخنق زوجته أو العكس تخنق زوجها ويعيش فى تعاسه أو فى أحيان أخرى بسبب الحب الذى لا حدود له يقع الحبيب تحت سيطرة المحبوب فيجعله يتغاضى عن أخطاء لا تغتفر أو يُستغل من قبل المحبوب وخصوصاً إذا كان المحبوب شخص فاسد فالحب الذى لا حدود له لشخص مثلنا قد ينقلب إلى عباده وبالطبع يؤدى إلى كفر كلاذى يحب أحد وينتحر لأنه فشل فى الارتباط به كما نسمع فى بعض الحوادث شاب ينتحر لأنه لم يرتبط بحبيبته أو العكس؛أما الحب الذى لا حدود له ولا يؤذى صاحبه هو حب الله عزوجل وحده فلا ينقلب ضدك ابداً فهو الوحيد الذى يستحق حب لا حدود له وهو الوحيد سبحانه وتعالى الذى يستطيع أن يعوضك عن أى شىء فإذا وضعك فى اختبار أو محنه يستطيع أن يخرجك منها وتكون أفضل مما كنت ،فى حين أن البشر لا يستطيع أو يعوضك عن أشياء غالية كان هو السبب فى ضياعها كالعمر أو الصحة أو راحة البال ؛وهناك من يقول أن حب الوالدين أيضاً يجب أن يكون لا حدود له فأرد عليه بأن حتى حب الوالدين يجب أن يكون له حدود لأنه إذا لم يكن له حدود يصبح عباده وأنت لا تعبد والديك بل تحبهم كبشر كما أن هناك أباء وأمهات غير حكماء أو صالحيين فيستغلوا حب أولادهم لهم فيجعلوهم يفعلون أشياء خاطئة أو يجعلوهم غير عادليين فلا يحكمون بالعدل دائماً،فإذا كان المظلوم هو أحد والديه يحكم بالعدل وإذا كان العكس الظالم هو أحد والديه يحكم له ظلماً فنرى الزوج مثلاً يأتى فى صف أمه على زوجته حتى لو كانت الزوجه على حق أو الزوجة لا تطيع زوجها بسبب أبيها رغم إن زوجها على حق فى بعض الحالات أو قاضى لا يحكم بالعدل على أبيه أو على ابنه، لذلك يجب أن يكون حب الابناء أيضاً بمقدار فكثيراً من الابناء فسدوا بسبب حب والديهم الزائد لهم الذى جعلهم يتغاضون على كثير من أخطائهم الفاسده فحبهم لهم الزائد ضرهم ولم ينفعهم،فيجب أن لا ننسى أن الله عزوجل أمرنا أن نحكم بالعدل على اباءنا وابناءنا بل وعلى انفسنا وقد قال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وذلك إثر حاثة امرأة سرقت وكانت من أشراف القوم فرفض النبى المحاباه لأى أحد مهماً كان حتى ولو كانت ابنته فالعدل يجب أن يطبق على جميع الناس سواء .
كذلك الخوف وهنا أنا لا أعنى الجبن بل أعنى الخوف على بعضنا البعض أى الخوف بنية الحذر للوقاية ،فمن الطبيعى أن يخاف الإنسان بنسبة معينه ويجب ان تكون قليلة وهى ماتسمى هنا بالحذر فأخاف أن أقع فى حفره موجوده فى الشارع فأحذر واحترس من الوقوع فيها وأخاف على ابنى أو ابنتى من أن يصيبهم مكروه ولكن يجب أن يكون خوفى عليهم بقدر محدود حتى لا ينقلب ضدهم ويتحول إلى خوف مرضى يضرهم ولا ينفعهم فتخاف مثلاً على أولادك من أن يخرجوا لوحدهم من البيت حتى لا يصيبهم مكروه فتعتاد أن توصلهم أو تأجر من يوصلهم فى كل مكان وتقوم بحل مشاكلهم وتجعلهم يعتمدون عليك فى كل شىء حتى يكبروا ويصبحوا شباب ولا يستطيعون أن يعتمدوا على أنفسهم فى أى شىء فلا يستطيعون الخروج بمفردهم إلى أى مكان وعندما تأتى اللحظة التى لابد منها من الخروج بمفردهم تكون صعبه جداً عليهم لأنك عودتهم عليك ،وهناك من يعزل أولاده عن الناس خوفاً عليهم فيصبحوا جبناء لا يستطيعون أن يواجهوا الناس أو انطوائيين لا يعرفون التعامل مع الناس ولا يحبونه أو لا يرحبوا روح التعاون أو أن يكونوا عدوانيين بسبب نقل خوف الولدين لهم وغيرها من النتائج السلبية التى يمكن أن يوصلوا إليها الأبناء بسبب خوف الأباء الزائد عليهم فمن الطبيعى أن تخاف على ابنائك ولكن بحدود حتى لا تضرهم ففى المثال السابق من الطبيعى ألا تترك اولادك يتجولون فى الشوارع وهم صغار فى سن الطفولة وعلى العكس ليس من الطبيعى أن يبقى الحال كما هو بعدما يكبروا فخوفك على طفل فى سن الخمس سنوات يجب عن يختلف عما يكبر ويصبح فى العاشرة أو الثلاثةعشرسنة فيجب أن يعتمدوا على أنفسهم من دونك ومع الحرس بالطبع من جانبك وجانبهم وحتى لا يتعرضوا للأذى بل يجب أن تجعلهم يعتمدون على أنفسهم من صغرهم ،بل وتعودهم على مواجهة مشاكلهم ولا تتدخل إلا إذا عجزوا عن حلها ولا تخاف على ابنك إذا سقط فالمشكلة ليست فى السقوط بل فى عدم النهوض مرة أخرى فأنت لم تعيش له للأبد فيجب أن يتعود فى حياتك على القيام بكل شىء القيام بالصعب قبل السهل قبل فوات الآوان.
كذلك فى العطف والحنان إذا زاد الوالدين فى حنانهم على ابنائهم انقلب إلى دلال (دلع) مفسد وضَريت ابنائك وعلى العكس إذا زدت فى القسوة والالتزام أدى أيضاً إلى فساد الأولاد وتمردهم فيجب أخذ نسبه من كل شىء، نسبه من الحنان مع نسبه من القسوة عند اللزوم .
أخيراً لابد أن نتعامل مع أى شىء أو نستخدم أى شىء بحدود حتى لا تنقلب ضدنا وأنى أعلم إنه صعب ليس عليكم بل على أنا أيضاً لكن تذكروا دائماً إنه ليس مستحيل فهو صعب ولكن نستطيع أن نفعله ،أما المستحيل لا نقدر أن نفعل أمامه شىء وهناك أشياء كثيرة صعبه فى الحياة هناك ما نجحنا فيها وأخرى لازلنا نحاول، لذا فلابد من المحاوله ثم المحاوله حتى الوصول للنتيجه حتى ننجوا بأنفسنا.
تعليقات
إرسال تعليق