التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا تقل عليهم أطفال


      فى أيامنا هذه كثرت الحوادث التى تتم بواسطة صغار السن أى المفرود أننا نطلق عليهم أطفال فنرى  فتى فى السادسة عشر يقوم باغتصاب فتاة أو يقوم بعتك عرض فتى مثله أو ترى فتاة  أيضاً فى سن المراهقة تخطف فتيات صغيرة فى سن الخامسة والسادسة وتسرق ما بحوزتهم أو فتيه يتشاجرون مع بعضهم وينتج عن الشجار موت أحدهم وغيرها من الحوادث  الشنيعة  التى يقوم بها مجرمون محترفون  نرى مراهقون يقومون بها.

ومن الغريب عندما يأتى هؤلاء المجرميين الصغار يحاكمون  يعاملهم القانون كأطفال لأنه يعتبر من هو أقل من 18 عام كحدث أى طفل رغم كثير من الجرائم البشعة التى يقومون بها الآ فى عصرنا، فكان هذا القانون يجوز فى العصر الماضى عندما كان الأطفال أطفال حتى إن الأحداث  اللذين يفعلون جرائم كانوا قليلون بالإضافة إلى أن نوع الجرائم التى كانوا يقومون بها كانت تعتبر بالنسبة للجرائم التى تفعل الآن  بسيطة فمعزمها كانت سرقات بسيطة وكان نادراً ما تسمع عنهم أنهم فعلوا شىء شنيع،أما الآن لا يصح أن يظل القانون كما هو خصوصاً  مع تغير العصور و إزدياد الجرائم التى تتم من قبل الأحداث معتمديين على إنهم سوف يفلتوا بما فعلوا لأن القانون يعاملهم كأطفال ليس لديهم خبره وكذلك الاعلام ينظر إليهم كأطفال أبرياء بل ويطلب لهم الرحمه  متناسيين ما فعلوه فى غيرهم .فالفتى الذى قام بإغتصاب فتاة ليس طفلاً  حقا إنه صغير فى السن ولم يتجاوز السابعة عشر ولكنه يعلم حقيقة ما فعله أو الفتى الذى يقوم بضرب زميله بأله حاده مسبب له عاهه مستديمه سواء فى وجهه أو قام بتصفية عينه أو أى شىء من هذا القبيل فأمثال هذا ليس طفلاً ،فلابد أن ننزل بسن الجريمة إلى الخامسة عشر أم الأقل من ذلك يجب أن نعاملهم بحده وذلك ليس قسوة زائدة بل بسبب الدفاع عن الضحايا الذين يدفعون ثمن أشياء لا يفعلوها .

فعندما تقرأ فى الجريدة عن حادثة قام فيها تلاميذة مازالوا فى المدرسة تعتقد ماذا فعلوا قاموا بالاعتداء على زميلهم وخلعوا ملابسه وقاموا بقتع عضوه الذكرى! فكيف تقولون على أمثال هؤلاء أطفال أبرياء؟! فهم ليسوا أبرياء بل يقصدون ما يفعلون فهم قاموا بالأعتداء على زميلهم  بهذه الطريقة البشعه بقصد ذله وتدميره فأمثال هؤلاء لا يصح أن نقول عليهم أطفال أو نتهاون فى عقابهم بل يجب على القانون أن يعاملهم معاملة قاسية حتى يكونوا عبره لغيرهم ولكن للأسف تكثر مثل هذه الحوادث بسبب عدم وجود ردع قوى لأمثال هؤلاء ومازالوا يعاملوهم كأطفال.

فهؤلاء الأطفال فعلوا كوارث  نتائجها ممتده لسنين طويله فالذى يغتصب فتاة ويضيع مستقبلها لا يعتبر طفل فيجب أن يعاقب عقاب شديد أو الذى يهتك عرض زميله أو كما فى الحادثه السابقه التلاميذ اللذين قاموا بالاعتداء على زميل لهم فقد دمروه وأفسدوا مستقبله فهذا الضحيه يمكن أن ينقلب إلى مجرم هو الآخر كما حدث مع التوربينى الفتى الذى تعرض للإعتداء الجنسى فى صغره وبسبب عدم معالجة الموضوع وعدم التعامل مع من قاموا بالاعتداء عليه بردع أصبح مثلهم بل أشد إجراماً منهم حيث قام بالاعتداء على كثير من الأطفال نعم فهو أصبح مجرم مع إنه فى الأصل ضحيه ،وغيره الكثيرون اللذين كانوا ضحايا وأصبحوا مجرميين بسبب مجرميين أيضاً .فالفتى الذى يكسر عينه ويذل يجب أن يشعر بأنه له قيمه وقيمته ترد بمعاقبة من ذله ليس بعذره بحجة أنه طفل وإعطاءه بضع سنوات يخرج بعدها ويكمل بقية حياته كأى شخص عادى فيما يستمر الضحية متأثر بما لحق به طوال حياته ولا يستطيع أن يعيش كشخص عادى ،كذلك  الأمر مع الفتاة التى تغتصب ويضيع مستقبلها وفى النهاية نصر على قول طفل أو مراهق لا يقصد ما فعله.

فيجب أن نعلم شىء مهم جداً هو أن الطفل لا يدرك ما يفعله ولا يقصد الشر أما الذى يفعل جرائم كهذه فهو مدرك جيداً ماالذى يفعله فمثلاً  فى مثال كالشجار بين الأولاد من الممكن أن ولد يضرب الأخر ضربه قويه فى عينه مثلاً تنتج عن إعاهه مستديمه فهنا ممكن أن نقول لم يقصد أما عندما يعتدى عليه ويجرده من ملابسه فلا ينفع بأى حال من الأحوال أن نقول لم يقصد أو يأتى بأله حاده ويقطع أذنه كما حدث فى إحدى الحوادث فهو هنا يقصد الشر ومبيت النية. 
كذلك فالذى يضايق فتاة فى الشارع مضايقه كلاميه ليس كالذى يقوم بإغتصابها لا يستويا على وجه الإطلاق أو كالتى تقوم وتخطف فتاة صغيرة وتشد الحلق من أذنها مما ينتج عنه قطع  أذن الفتاة الصغيرة مسببه لها عاهه مستديمه ليست طفلة.

      وأخيراً فصاحب السادسة عشر أو الخامسة عشر الذي يقوم بحوادث كهذه لا يصح أن نعتبرهم أطفال! فالذى يستطيع أن يقتل ويغتصب ويفعل جرائم بشعه كهذه أو غيرها ليس طفل؛ وكفاكم الدفاع عن هؤلاء وانظروا إلى هؤلاء الضحايا اللذين نتجوا عن هذه الجرائم البشعة وما الممكن أن يتحولوا له أو يعانوه طوال حياتهم.
             بقلم : منة الله بنت محمد 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تتعلم المحاماه بمفردك؟

      تحدثنا فى المقالة السابقة عن أهم أداة يحتاج لها المحامى لينجح فى المحاماه، وهى أن يكون لديك لغة عربية فصيحة، وبالطبع هناك أدوات أخرى يحتاج لها المحامى.  ولكن قبل الخوض فى تفاصيل المقالة لو لم تقرأ المقالة السابقة؛ عليك قراءتها لأنها امتداد  لهذه المقالة للذهاب إليها اضغط هنا . ماهى الأداة الثانية لنجاحك كمحامى؟  المحامى فى العصر الحالى يختلف عن المحامى فى الماضى، وهذا أمر طبيعي، لأن العالم نفسه تغير، لهذا عليك أن تطور من نفسك كمحامى لتواكب العصر.   وكما أن اللغة العربية تحتاج لها فى شتى مناحى عملك في المحاماة من مرافعة وكتابة المذكرات وغيرها، فأنت أيضاً محتاج للغة العصر، وهى مهارات الحاسب الآلي (الكمبيوتر) وبالطبع لا ينفصل عنه الإنترنت.  هل المحامى المبتدىء هو وحده الذى يحتاج للغة العصر؟      لا يختلف الأمر لو كنت محامى مبتدىء أو خبرة كبيرة في المحاماة، فلا غنى عن الحاسب الآلي والإنترنت، فهما يمثلان لغة العصر الحديث وأدوات تساعدك أى شخص على النجاح فى أى مجال.   أما بالنسبة للمحاماة فسوف تساعد كثيراً كل درج...

أسرار لتكون من الصالحين

   إذا أردت أن تكون من الصالحين، إذا أحببت التقرب إلى الله عزوجل؛  فأبدأ مباشرة فى طاعته بنية خالصة؛ وكن عندك إصرار وعزيمة، ولا تترك أى شخص أو شيء يمنعك من الوصول لله، وكن واثق إن كل صعوبة فى البداية ستواجها أنت مثوب عليها؛ وإصرارك على العبادة سيرفع منزلتك عند الله سبحانه وتعالى ووقتها سيجعل العبادة سهلة عليك لدرجة إنه يقربها لك بشكل تتعجب أنت منه، وفيما يلى نقدم إليك بعض الأسرار التى تساعدك إن شاء الله لتكون من الصالحين.  بمن تستعين؟ بأهلك؟ أم أصاحبك؟ أم تعتمد على نفسك فقط؟ فأعلم أن كل ماسبق لن ينجح وحده بدون الله؛ فاستعن بالله وحده؛ كل فرد منا لديه نقطة ضعف أو أكثر هى عبارة عن العراقيل التى تمنعه عن طاعة الله عزوجل بشكل تام أو عن تأديتها بشكل سليم، والحل هو الاستعانة بالله نفسه ليس بالبشر؛ فقد ينسى أخوك إيقاذك للفجر أو تمرض أمك فلاتقدر على القيام لإيقاذك أو يغفل صديقك أو ينشغل عنك بظرف طارىء أو يموت أبوك الذى كنت تعتمد عليه ليعينك على طاعة الله عزوجل. لهذا فأنت  فى حاجه لشخص لا يموت ولا يمرض ولا يغفل ولا يشغله شىء عن شىء، ولا تأخذه سِنة ولا...

أسرار التقرب إلى الله

هذه المقالة تعتبر الجزء الثاني من مقالة أسرار لتكون من الصالحين واخترنا هذا العنوان لأنك قد لا تصل بأعمالك لتكون من الصالحين ولكنك تستطيع التقرب إلى الله فى كل وقت وحين وإليك أهم الأسرار: تصدق بما تُحب: من أسرع الطرق التى ترفع درجاتك لتكون فى صف الصالحين هى الصدقة؛ وخصوصًا لو تصدقت بما تُحب، ليس أى شىء تُخرِجَه وتُعطِيه للفقير يعتبر صدقة، فيجب أن يكون شىء ينتفع به الفقير، فإذا أردت أن تتصدق بطعام لا تخرج طعام فاسد انتهت صلاحيته أو ملابس مُهلكه؛ أو شىء لا يصلح للإستخدام!  فتصدق بملابسك القديمة شرط أن تكون صالحة للإستخدام فأحرص ألا تكون بها قطع أو مُهلكة، وسوف تنال أجرك عند الله، أما لو أردت أجر مضاعف ومنزله أعلى، فتصدق بماتُحب، فقال الله تعالى فى سورة أل عمران آيه(92):" لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ". صدق الله العظيم، ففى تفسير ابن كثير قيل فى معنى البر أى الجنة، وفى تفسير السعدى ورد فى قوله تعالى: ( لن تنالوا) أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع ...