ماذا تفعل عندما تشتد عليك الحياة وتغلق أمامك الأبواب؟ اعتقد إنه لا شىء أمامك سوى المحاولة والصمود حتى تستطيع أن تغير الحياة كما تريد لكى تستطيع أن تعيش كيفما تشاء، وحتى إذا لم تستطيع أن تغيرها كما تريد فعلى الأقل تغيرها بنسبة قليلة لا يهم ،المهم أن تغيرها والأهم أن تحاول حتى لوهناك احتمال كبير أن تفشل فلامشكلة ليس معنى أن هناك من فشل مرةأو حتى مرات أنه لا يفلح على وجه الاطلاق .
فليس كل من وصلوا إلى هدفهم وحققوا أحلامهم حققوها بسهولة بل كان أمامهم طريق طويل ومليىء بالمشاكل ،وليس كل من نجح نجح من أول مرة وليس كل من فشل ضاع بل هناك من قام بعد فشله وحاول مرة أخرى حتى نجح بل هناك من فشلوا مررات عديدة وكانوا يحاولو ا ويقفوا حتى وصلوا للنجاح ،حتى من نجح من أول مرة فهو تعب كثيراً حتى يحقق نجاحه. وإياك أن تنظر إلى الفاسدين اللذين نجحوا بلا تعب بل بسبل غير صحيحة فهؤلاء نجاحهم بلا معنى ولا طعم بل هو لا يعتبر نجاح من الأصل وهذه حقيقة هم يدركونها جيداً وإن جهل الناس ذلك .
فالنجاح هو الذى يصدر من مجهود صاحبه ولاأقول وحده فليس هناك مشكلة إذا اعطاك أحد مساعدة شريفة خاليه من الفساد كنصيحه أو ماشابه ،المهم أن مجهودك موجود والأهم من مجهودك هو أملك ،فإذا كان لا أمل لك لا تستطيع أن تفعل شىء مفيد أو أن تصل إلى هدفك ؛ فكيف تصل إذا كان ليس عندك أمل فى الغد.
حقاً نحن نعيش فى ظروف صعبة جداً تشعرك دائماً بالاحباط الشديد بل واليأس ولكن إياءك واليأس ،لأن اليأس يقود صاحبه إلى الهلاك فاليأس معناه الموت ولا تنسى أنه لا ييئس من رحمة الله إلا القوم الكافرين .إذا وجدت حلمك بعيد عنك وكلما تحاول أن تقترب منه يبعد فلا تيأس قول محبط لا يأس وإذا لم تستطيع أن تحقق حلمك كله حاول أن تحقق جزء منه حاول أن تحقق ما تستطيع عليه أفضل بكثير من اليأس والوقوف بلا محاوله أفضل من الانتحار وتضيع دنياك وأخراك وحتى لو فشلت تماما فى تحقيق أى شىء فى دنياك فلا تخسر أخراك فهى الباقيه، أما الدنيا فانيه مهما بنيت فيها وجنيت أموالاً وخيراً فإنك تاركها فهى لا تستحق أن تضيع أخرتك لأجلها . فحاول قدر استطاعتك أن تنجح فى هذه الدنيا وتعيش كيفما تشاء فإذا لم تنجح فليس أمامك غير المحاولة ونضع الأسوأ دائماً أمامك حتى تستطيع أن تكمل مسيرتك فمثلاً إذا حلمت بأن تدخل كلية معينة ومجموعك ادخلك أخرى فأفضل من عدم دخولك جامعة من الأساس وعدم تكملة تعليمك ،وإذا لم تعمل فى تخصصك الذى تحبه أفضل من أن لا تعمل من الأساس ،وإذا لم تجد عمل فحاول أن تجد عمل ولا تيأس فحاول وحاول ولكن لا تيأس فتحمل جلوسك بلا عمل أفضل من الانتحاروخسارة أخراك ولا تستسلم أبداً لأن الاستسلام يزيد من المشكلة دائماً ويطول مدها ،لذلك فالمحاولة هى التى تقصر المشكلة ومهما غلقت الأبواب أمامنا ليس لدينا غير رحمة ربنا عزوجل والمحاولة ،فنبدأ ونحاول ونصيبنا سوف يأتى إلينا . فنحن لابد أن نغير من أنفسنا ولا ننتظر الظروف حتى تتغير ولا تنسوا أن الله تعالى قال فى كتابه العزيز ﴿إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم﴾؛غير إن غالبية العظماء كانت ظروفهم صعبة ورغم ذلك لم يستسلمواونجحوا مثل طه حسين الذى كان كفيف ورغم ذلك تعلم ونجح وأصبح عميد الأدب العربى وكذلك العقاد فرغم ظروفه الصعبة لم تمنعه من تثقيف نفسه بنفسه ولم ينتظر الظروف ووحقق الكثير ممن عجز غيره فى فعلها رغم أن ظروفهم كانت أفضل من ظروفه وغيرهم الكثيرون فهم مثال لنا ينبغى أن ننظر إليه ونتعلم منه.
وأخيراً فالنعتبر انفسنا فى بحر والأمواج شديدة فماعلينا هو أن نحاول أن نٌعاند وننقذ انفسنا فى ظل هذه الأمواج الشديدة لا ننتظر حتى تهدى لأنك إذا انتظرنا سوف تهلك.
تعليقات
إرسال تعليق