التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المهالك



       هناك أشياء كثيرة تٌضيع صاحبها ولا يستطيع أن يتحسن مادامت هذه الأشياء موجودة فيه  وملازماه بشكل دائم ومن الأشياء التى تدمر صاحبها أولاً : هى الكسل: ويعتبر الكسل من اسوأ الأمور التى تدمر صاحبها وذلك لأنها تقعده عن فعل أى شىء ،فإذا وضع شخصاً جدول لتنظيم يومه مثلاً وكان كسلان، فماقام بوضعه من جدول لا يحدث لأنه كسلان ،وإذا وضع برنامج  لإنجاز عمل معين وكان مهم فلا يستطيع أيضأ إنجازه لأنه كسلان،وإذا اتخذ أى قرارلا يستطيع أن ينفذه .

   فالكسل يعتل صاحبه عن التقدم للأمام ويجعله دائماً فى مكانه لا يتحرك فهو ساكناً فى مكانه رغم العالم يسير من حوله بل هو لا يستطيع أن يفعل أى شىء ليس فقط لا يستطيع أن ينجز الأشياء المهمة التى تدفعه إالى الأمام بل لا يستطيع أن ينجز الأشياء الثانوية البسيطة.

   وليس معنى أن هناك شخص كسول أنه غبى أو ليس عنده امكانيات عقليه تؤهله لكى يحسن من نفسه بل هناك من عنده الذكاء والامكانيات التى تجعله فى أحسن الأحوال ولكن بسبب كسله فهو دائماً يؤجل ويهمل ويفضل الراحة على العمل ،وإذا نظر جيداً سوف يرى أن هذه الراحه الوقتيه التى يفضلها هى سبب تعاسته المستقبلية الدائمه ،فيجب أن يخرج الشخص من كسله ويحاول أن يكسره والزكى فقط هو الذى يستطيع أن يدرك أن الخروج من دائرة الكسل من الأشياء التى تستحق العناء ،حقاً ليس سهل الخروج من الكسل ولكن ليس مستحيل ولكن يستطيع أى شخص أن يكسر الكسر الذى بداخله ويحقق مايريده من انجازات ويستطيع أن يدفع نفسه إلى الامام.                                                          


الغُرور: ثانى المساوىء التى تُضيع وتدمر صاحبها فالمغرور شخص لديه ميزة ما  يشعر معها بأنه أفضل من جميع ماحوله من البشر بل يشعر أنه هو أعلاهم ولا يستطيع أحد التفوق عليه وشعروه بالغرور هذا يجعله أعمى عن الحقيقة وهى أن لكل شخص له ميزة تميزة عن غيرة ،وليس معنى انك لديك ميزة تميزك عن غيرك أنك ستظل الأفضل على الدوام بل بسبب الغرور هذا سوف يفسد هذه الميزة لديك بالإضافة إنه يعميك أيضاً عن عيوبك التى من الممكن أن تصلحها وتغير من نفسك إلى الأفضل .فالغرور يجعل صاحبه ينظر دائماً إلى الميزة التى تميزة فقط وبالتالى بدلاً من أن يحمد الله سبحانه على هذه الميزة ويحاول أن يصلح عيوبه التى قد تفسد هذه الميزة تراه يجعل هذه الميزة نقمه   عليه بسبب غرورة بل يمكن أن تراه فى بعض الأحيان يحاول أن يجهض أى شخص له نفس ميزته و وتلك كارثة.                                                                                                                                         

الكِبر: ثالث المساوىء التى تضيع صاحبها فبسبب الكبر الانسان لا  يتحسن بسبب كِبره ،فيستكبر مثلاً أن يعرف معلومة من شخص أقل امكانيات منه أو أقل منه خبره أو أصغر منه فى السن  ويبقى على جهله بسبب كِبره أو يتكبر أن يعتذر لأحد مع إنه هو المخطىء رغم إن الاعتذار قوة ليس ضعف لأن القوى فقط هو الذى يستطيع أن يعترف بخطئة ويعتذر والمتكبر هو الذى يفعل عكس ذلك.

الأنانية:رابع المساوىء التى تضر صاحبها فهو لا يرى غير نفسه ولا يفعل أى شىء إلا لنفسه ،لأنه يعيش لنفسه فقط ولايشعر بمن حوله مهماً كانوا قريبين منه فهو لايشعر بهم ولا بمشاكلهم فهو لا يهتم إلا بحاله؛ومن أمثال هذا لا ينفع أن يمسك منصب مهم فى الدولة لأنه لا يستطيع أن يشعر بهموم الناس فمادام يعيش هو فى خير تصبح الأحوال جيدة ولا يهم غيره من الناس وعلى العكس مادام هو فى حال سيئة تصبح الدنيا سوداء حتى ولو كان فيها خير لا ينظر إليه.


إضاعة الوقت:خامس المساوىء وهى تتسبب فى إضاعة عمر الشخص وتجعله يتحسر عليه ولا استطيع أن أقول أكثر ماقاله غيرى من العظماء فى ذلك فالوقت فعلاً كالسيف ولكن الغريب إنك لا تشعر بهذا الوقت إلا عندما يضيع منك ويقطعك  كالسيف،وياخسارة على الوقت الذى يضيع من بين ايدينابلا فائدة لأنه فعلاً لا يمكن أن يعوضِ، لأن العمر لا يرجع بنا أبداً فى هذه الدنيا.                                              
 
التسرع والتردد:هما سادس المساوىء التى تضيع الإنسان وإنى جمعتهم مع بعض لأنهم يدمرون الشخص فى المواضيع المصيرية ، ففى بعض الأحيان يتسرع الفرد منا فى موضوع مصيرى ويرجع يندم عليه، لأنه كان المفرض أن يتريث فيه أو العكس أن يتردد الشخص طويلاً  فى موضوع مهم كان من غير المفروض أن يبطىء فيه ويتردد بل كان عليه أن  يسرع ؛ورغم أن هذه الصفتين تعتبر مساوىء فى بعض الحالات  إلا إننا لا نستطيع  أن نقول عليهم مساوىء بشكل مطلق لأنك يجب أن تتريث فى أشياء وعلى العكس تسرع فى أشياء أخرى لاسيما إن كانت مهمة ،لذا فالتسرع يجب أن يكون بنسبة معينة ليس تسرع بشكل مطلق فى كل شىء وكذلك التردد فمن حقك أن تأخذ وقتك فى التفكير واتخاذ القرار ولكن من الأفضل عدم المكوث والتباطىء كثيراً.


     وأخيراً :فالكسل والغرور والأنانية والكِبر وإضاعة الوقت والتسرع والالتردد من المساوىء التى تضيع صاحبها ولكن ليس تلك الأشياء فقط فلكل واحد منا قد يكون له مساوىء غير تلك قد تدمرة هو أعلم بها من أى أحد فهناك مساوىء ظاهرة نستطيع أن نراها فى غيرنا وأخرى لا نستطيع، المهم أن ننظر إلى عيوبنا التى قد تدمرنا وأول شىء لكى تستطيع أن ترى عيوبك أن تكون صادق مع نفسكوتعترف بعيوبك مع نفسك ولا تنظر إلى عيوب الأخرين وتركز معها وحاول أن تبعد نفسك عن أى صفه سيئة تدمرك.                                                                                                           









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تتعلم المحاماه بمفردك؟

      تحدثنا فى المقالة السابقة عن أهم أداة يحتاج لها المحامى لينجح فى المحاماه، وهى أن يكون لديك لغة عربية فصيحة، وبالطبع هناك أدوات أخرى يحتاج لها المحامى.  ولكن قبل الخوض فى تفاصيل المقالة لو لم تقرأ المقالة السابقة؛ عليك قراءتها لأنها امتداد  لهذه المقالة للذهاب إليها اضغط هنا . ماهى الأداة الثانية لنجاحك كمحامى؟  المحامى فى العصر الحالى يختلف عن المحامى فى الماضى، وهذا أمر طبيعي، لأن العالم نفسه تغير، لهذا عليك أن تطور من نفسك كمحامى لتواكب العصر.   وكما أن اللغة العربية تحتاج لها فى شتى مناحى عملك في المحاماة من مرافعة وكتابة المذكرات وغيرها، فأنت أيضاً محتاج للغة العصر، وهى مهارات الحاسب الآلي (الكمبيوتر) وبالطبع لا ينفصل عنه الإنترنت.  هل المحامى المبتدىء هو وحده الذى يحتاج للغة العصر؟      لا يختلف الأمر لو كنت محامى مبتدىء أو خبرة كبيرة في المحاماة، فلا غنى عن الحاسب الآلي والإنترنت، فهما يمثلان لغة العصر الحديث وأدوات تساعدك أى شخص على النجاح فى أى مجال.   أما بالنسبة للمحاماة فسوف تساعد كثيراً كل درج...

أسرار لتكون من الصالحين

   إذا أردت أن تكون من الصالحين، إذا أحببت التقرب إلى الله عزوجل؛  فأبدأ مباشرة فى طاعته بنية خالصة؛ وكن عندك إصرار وعزيمة، ولا تترك أى شخص أو شيء يمنعك من الوصول لله، وكن واثق إن كل صعوبة فى البداية ستواجها أنت مثوب عليها؛ وإصرارك على العبادة سيرفع منزلتك عند الله سبحانه وتعالى ووقتها سيجعل العبادة سهلة عليك لدرجة إنه يقربها لك بشكل تتعجب أنت منه، وفيما يلى نقدم إليك بعض الأسرار التى تساعدك إن شاء الله لتكون من الصالحين.  بمن تستعين؟ بأهلك؟ أم أصاحبك؟ أم تعتمد على نفسك فقط؟ فأعلم أن كل ماسبق لن ينجح وحده بدون الله؛ فاستعن بالله وحده؛ كل فرد منا لديه نقطة ضعف أو أكثر هى عبارة عن العراقيل التى تمنعه عن طاعة الله عزوجل بشكل تام أو عن تأديتها بشكل سليم، والحل هو الاستعانة بالله نفسه ليس بالبشر؛ فقد ينسى أخوك إيقاذك للفجر أو تمرض أمك فلاتقدر على القيام لإيقاذك أو يغفل صديقك أو ينشغل عنك بظرف طارىء أو يموت أبوك الذى كنت تعتمد عليه ليعينك على طاعة الله عزوجل. لهذا فأنت  فى حاجه لشخص لا يموت ولا يمرض ولا يغفل ولا يشغله شىء عن شىء، ولا تأخذه سِنة ولا...

أسرار التقرب إلى الله

هذه المقالة تعتبر الجزء الثاني من مقالة أسرار لتكون من الصالحين واخترنا هذا العنوان لأنك قد لا تصل بأعمالك لتكون من الصالحين ولكنك تستطيع التقرب إلى الله فى كل وقت وحين وإليك أهم الأسرار: تصدق بما تُحب: من أسرع الطرق التى ترفع درجاتك لتكون فى صف الصالحين هى الصدقة؛ وخصوصًا لو تصدقت بما تُحب، ليس أى شىء تُخرِجَه وتُعطِيه للفقير يعتبر صدقة، فيجب أن يكون شىء ينتفع به الفقير، فإذا أردت أن تتصدق بطعام لا تخرج طعام فاسد انتهت صلاحيته أو ملابس مُهلكه؛ أو شىء لا يصلح للإستخدام!  فتصدق بملابسك القديمة شرط أن تكون صالحة للإستخدام فأحرص ألا تكون بها قطع أو مُهلكة، وسوف تنال أجرك عند الله، أما لو أردت أجر مضاعف ومنزله أعلى، فتصدق بماتُحب، فقال الله تعالى فى سورة أل عمران آيه(92):" لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ". صدق الله العظيم، ففى تفسير ابن كثير قيل فى معنى البر أى الجنة، وفى تفسير السعدى ورد فى قوله تعالى: ( لن تنالوا) أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع ...