هناك من يدعى أن الكلام ليس عليه جمرك فتكلم كما تريد ،ولكن هذا غير صحيح على وجه الاطلاق ،لأننا نحاسب على كلامنا فإذا كان غير حقيقى كُتب علينا كذبة لناونظر لنا الله سبحانه وتعالى ككاذبون ،وإذا نافقنا فى كلامنا نظر إلينا كمنافقون.
وكل لفظ قبيح تُخرجه من فمك محسوب عليك ؛ فاللأسف نحن كثيراً ما نخطىء فى كلامنا ونتلفظ بكل ما هو قبيح ولا نشعر إننا نبنى جبال من الذنوب ،ونعتقد إنها ذنوب تافهه ونسينا الحديث الذى ورد عنى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فيما معناه أن المؤمن ليس بفحاش ولا بذىء،وأيضاً فى حديث أخر ورد عنه (صلى الله عليه وسلم) أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
لذا لا تؤذى الناس بلسانك وتقول أنا مسلم فالمسلم الحقيقى لا يفعل ذلك،وكذلك لا تتلفظ أقذر الألفاظ وتقول حقاً لسانى غير نظيف ولكنى مؤمن ونظيف من داخلى وعندى ضمير ،لأنك غير مؤمن فى هذه الحالة طبقاً للحديث الشريف، رغم إن عندك ضمير ولكن لسانك ذو الألفاظ البذيئة سوف يشهد عليك فى يوم عظيم؛ويجب أن نتذكر المرأة التى عاشت فى زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم)وكانت تصلى وتصوم وتقوم قيام الليل وتقرأ القرآن ولكن كانت تؤذى الناس بلسانها وعندما سأل الصاحبه النبى عن هذه المرأة رد عليهم (صلى الله عليه وسلم)فهى فى النار ،رأيتم رغم كل الطاعات والعبادات التى تقوم بها فهى فى النار لأنها تؤذى الناس بلسانها فقط ليس تفعل أى معاصى أخرى بل لسانها فقط فهى فى النار.
ونحن كلنا للأسف نقع فى هذا الذنب الكبير الذى يبدو بالنسبة لنا صغير مع إنه يؤدى للمهالك ولاننسى أن من عيوب اللسان ليس الألفاظ القذرة فقط بل الغيبة والنميمة ورمى المحصنات ففى الشريعة الإسلامية يجلد 80جلده كل من رمى محصنه أى تلفظ بكلام كاذب على امرأة بريئة بل ولا تقبل منه شهادة امام المحكمة كل هذا ويأتى من يقول أن الكلام ليس عليه جمرك هذا من ناحيه.
من ناحيه أخرى ليس الألفاظ البذيئة فقط هى المحسوبة علينا، ففى العموم عندما تقول شيئاً يجب أن تفكر فيه خصوصاً فى المواقف الجادة والمهمة ،فإذا قلت أى كلام ولم تضع لنفسك مانتيجته سوف تضع نفسك فى موقف لا تحسد عليه ،واسأل مجرب لأنى جربت هذا وإلا ماكتبت هذه المقاله.
وفى النهاية هذه من الأمور الكثيرة التى تستحق العناء فيجب أن نعود أنفسنا على عدم التلفظ بألفاظ قبيحه ونعود أنفسنا عدم الغيبة وعدم النميمةوان نفكر فى الكلام قبل التلفظ به، حقاً إنه صعب ولكن كما سبق أن ذكرت فى مقالاتى ليس مستحيل بل ممكن أن نفعل والمهم أنتكون عندنا النيةو نبدأ خطوة خطوة،وإياك أن تقول كل الناس تصب وتفعل ذلك لأن هؤلاء الناس لن يشفعولك يوم الحساب .
تعليقات
إرسال تعليق