كثيراً ما يتكلم الناس وعلماء الدين والتربية عن بر الوالدين وكيف تبر والديك وتحترمهم وتطيعهم ولا تغضبهم أو تتطاول عليهم بأى شىء مهما كان تافه حتى قال تعالى فى كتابه العزيز ﴿فلاتقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما﴾،ويكثر الكلام عن بر الوالدين خصوصاً فى عصرنا هذا الذى كثر فيه الجفاء وعدم احترام الأبناء لأباءهم.
ولكن رغم أن هناك الكثير من الأولاد اللذين تعدوا حدودهم مع والديهم ،هناك أيضاً الأولاد المحترمين المطيعين لوالديهم بل رغم طاعتهم لوالديهم ترى والديهم يقسون عليهم ويتهاونون بهم وهذا هو لب الموضوع وهو بر الأولاد أو الأبناء .
فمثلما يتحدث الجميع عن بر الوالدين ،لابد أن يتحدثوا عن بر الأبناء ،ورعايتهم الرعاية الصحيحة وعدم الضعط عليهم فى الأوامر والنواهى إلى حد تخطية الحدود فإذا أُمرت أن تطاع فأمر بما يُستطاع ؛فإن الله تعالى نفسه لا يكلف نفس إلا وسعها ،فكيف تكلف ابناءك بما لا يستطيعون؟ فيلزم الإشارة إلى برالابناء فهى مهمة أيضاً فيجب على علماء الدين أن يتكلموا عنها بقدر كلامهم عن بر الوالدين ،حقاً إنهم يتكلمون عنها ولكن ليس بقدر كلامهم عن بر الوالدين ؛ فعندما اتكلم عن موضوع باستفاضه يختلف عن ما اشير إليه فى وسط موضوع أخر .
وبر الابناء يبدأ من بداية اختيار الزوج لزوجته أو الزوجه لزوجها فيجب أن تختار المرأة أب صالح لأبناءها وكذلك الرجل ،واختيار اسم مناسب لهم وتربيتهم تربية حسنه ويجب أن نتعلم مبادىء التربية السليمة لا أن نربى ابناءنا بالطريقة التى تربينا بها نحن ولا يهم إذا كانت سليمه أم لا.فكما يهتم الناس عندما تتزوج بالمهر والشبكة والشقة والاثاث وطقم الصينى الذى يحرصوا على وجوده فى جهاز العروس، يجب أن يهتم الزوج والزوجه بأن يربوا أولادهم تربية سليمة ويجلسوا ويتفقوا مع بعضهم على المفروض عليهم القيام به لتربية أولادهم تربية سليمة مثلما يجلسون يخططون لفرش الشقة والفرح وهناك من يخطط لمستقبل أولاده فيضع له أموال فى البنك أو يشترى له قطعة أرض أو أشياء من هذا القبيل ولكن هذا لا يجدى أى لا ينفعه بشكل مباشر لأنه يمكن أن لا يحسن تربيته فيشب ابنه فاسد فيضيع كل شىء تركه والده له ،لذا يجب أن تفكر فى تربيته تربية سليمه أولاً قبل أن تخطط أن تبنى له فمثلاً يجب أن يأخذ كل من الأم والأب دورات فى التربية حتى يستطيعوا أن يربوا أولادهم تربية سليمة .
فالعقلاء يفعلون ذلك يأخذون دورات فى التربية السليمة أو يقرؤن كتب عن التربية السليمة أو على الأقل يتابعون برامج لكبار التربويين ويختارون الأب الصالح بالنسبة للفتاة أو الأم الصالحة بالنسبة للرجل ويبروا ابنائهم قبل ماابناءهم يبروهم؛ واتمنى أن يركز علماء الدينوالتربويين على هذه النقطة المهمة حتى يعلم الأباء والأمهات هذا جيداً ،لأن هناك أباء وأمهات يغفلون عن هذه النقطة المهمة .
بالإضافة إلى أن هناك أمهات وأباء يستغلون حب ابناءهم لهم وطاعتهم ويضغتون عليهم فى أشياء خاطئة مثل الأم التى تجعل ابنها يهين زوجته لمجرد إنها لا تحبها أو الأب الذى يرغم ابنه أوا بنته على زيجه لا يريدونها متناسيين شخصياتهم ،ولا يعطنى أحد هنا مثل بالابناء الفاسدين أو اللذين يسيئون الاختيار بشريك حياته بل أقصد الابناء العاديه المطيعين لأباءهم ورغم ذلك مهدوم حقهم ولا أقصد أيضاً حقهم فى الأموال والميراث وخلافه بل أقصد حقهم فى اختيار مايريدون فى حياتهم مثل اختيار مدرستهم أو كليتهم أو مجال العمل اللذين يعملون فيه وغير ذلك.
فمن ضمن أمثلة بر الابناء عدم تهييف اهتماماتهم ومواهبهم وأيضاً واكرر لا يعطينى أحد بأمثلة الشباب أو الأطفال الذين لهم اهتمامات فاسده كالذى يهتم بشرب السجائر أو الفتاة التى تريد أن تكون راقصة وأمثال هؤلاء بل أقصد الاهتمامات العادية ولا تنظر إلى اهتمامات ابنك أو ابنتك من وجهة نظرك الخاصة فليس شرط أن تكون اهتمامات عبقرية ومهمة بالنسبة لك المهم إنها مهمة بالنسبة له أو لها .
فكما نسمع عن أمثلة لا تصدق عن عقوق الوالدين ،نسمع أيضاً عن عقوق الابناء فهناك اباء وأمهات يفعلون مالا يصدق مع ابناءهم،كما أن التدليل المفرط يدمر الابناء مثل القسوه المفرطة وجعل ابناءك يعتمدون عليك فى كل شىء من ضمن التربية الغير سليمة ،فترى رجل كبير يعتمد على ابيه ولأمه فى كل شىء كالطفل الصغير ولا يستطيع أن يعتمد على نفسه فعندما يقوم الأب أو الأم بفرض شىء على ابناءهم واختيار كل شىءلهم، فهم بذلك يلغوا شخصية ابناءهم ويخرجوا للمجتمع أفراد عديموا الفائده.
وأخيراً يلزم أن يهتم الأباء والأمهات بهذا الموضوع ،ونحن يجب علينا وعلى رجال الدين والتربويين أن يذكروا هذا الموضوع كثيراً كما يذكروا بر الوالدين ،وإذا كان هناك الكثيرون اللذين يقومون بعقوق والديهم لا يجب علينا نتهم الجيل بأكمله بذلك بل يجب أن نذكر المطيعون نتكلم عن حقوقهم حتى ولو كانوا أقله .
تعليقات
إرسال تعليق