ليت الأيام تعود بنا إلى الوراء جملة كثيراً ما نرددها فى الأوقات العصيبه عندما تضييع منا
الفرص ونجد أنفسنا فى مرحلة صعبة وكانت سوف يكون لها حل لو فعلنا مايصح فى الوقت
المناسب، ولكن لأننا أهملنا ولم نفعل نقول ليت الأيام تعود بنا إلى الوراء .
ولكن
هناك سؤال يطرح نفسه هل فعلاً لو الأيام
عادت بنا إلى الوراء سوف نفعل شيئاً ؟مجرد تخيل ولكن لابد أن نتخيله حتى نستطيع أن
نواجه انفسنا ،والإجابه هى لا لن نفعل شيئاً لو عادت بنا الأيام وإلا لكنا فعلنا مانتمنى
من البداية ولا كنا جلسنا نتحسر على مافات وماولى وصدق رب العزة عندما ذكر فى
حديثه عن الكفار يوم القيامه بأنهم سوف يندمون ويطلبون منه سبحانه أن يخرجهم من
النار وإن لم يعودوا لما كانوا عليه فى الدنيا كفروسوف يؤمنوا ولكن الله يعلم إنهم
كاذبون فلو عادوا إلى الدنيا لعادوا لكفرهم كما كانوا فقال تعالى: } ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ،قال اخسئوا فيها ولاتكلمون {سورة المؤمنون.
فمن
يتذكر الماضى ويقو كنت سوف افعل وأفعل لم يكن يفعل شيئاً بل ولن يفعل شيئاً فى
القادم إلا فى حالة إذا نظر للماضى نظرة استفادة من الأخطاء ليصلح الوضع الحالى ويجب أن يعترف بخطأه أولاً قبل خطأ غيره وقتها
بإذن الله سوف ينجح فى الأيام المقبله ،أما لو ظل ينظر نظرة تحسر ويقول( لو، وليت،
ولعلا) لم يحدث شىء وما ذهب لا يرجع ومن
مات لا يعود.
وهناك
من يسأل فالمشاكل التى تكون بسبب عيوب فينا فما علينا هو أصلاحها فما العمل إذن فى المشاكل التى ليس لنا يد فيها ؟ومن ناحيه
هناك حقيقه أن هناك البعض منا يمشى مستقيم ويحاول أن يصلح من عيبه وينجح نجاح
نسيبى ولكن أول ما تتغير الظروف على عقبها وتطغط عليه الدنيا وتصعب عليه الأمور
خرج على مساره السليم واعوج طريقه وبدلاً من أن تكون نسبة نجاحه مثلاً 70 فى
المائه بسبب الظروف الصعبه تصبح نسبة نجاحه 20 فى المائه بسبب عدم صبره وتحمله
وإقلاعه السريع عن قضيته .
ونجد
أن الظروف إذا عادت وتحسنت عاد وتحسن وإذا رجعت رجع هو أيضاً معها فهو مثل المركب
فى البحر يسير كما توجهه الرياح وهذه مشكلة أخرها تواجهنا أو تواجه الكثير منا .
قوة
التحمل والصبر نسمع هذه الكلمات ولكن تمر على أذاننا سريعاً ولكن إذا امعنا فيها
سوف نجد ولم أقول كثير بل على الأقل هناك مشاكل تواجهنا تحتاج قوة تحمل وصبر ،فى
كثير من الأحيان نمل بسبب كثرة المشاكل التى لا حل لها وكثرة الضغوطات .
والغريب
أن الحل فى معظم هذه المشاكل والضغوطات هو قوة تحملنا لها والصبر على هذه المصائب
بل وفى بعض الأحيان القليلة يتطلب منا
القليل من الشجاعة وليس التهور وهناك خيط رفيع بين هذا وتلك ولكن أعود وأقول أن
هناك من لديه شجاعه ولكن أيضاً ليس لديه قوة تحمل وهذه الصفه يجب أن تتوافر فينا
وإن كانت صعبة لكنها ليست مستحيله .
وكذلك
الصبرا ،فكثيراً مانصبر على أشياء لا قيمة لها ونأتى على الأشياء المهمة ونتركها
؛والطريف أن الصبر على الأشياء التافهه لا يكون الصبر المطلوب ،فالصبر المطلوب هو
الصبر فى الشدائد وهو أعظم أنواع الصبر عند الله سبحانه وتعالى فالمؤمن القوى هو
الذى يصبر فى المحن والشدائد .
كثيرأ
مانقول لأنفسنا إننا أصبحنا لانطيق ولا نتحمل وأن هذه المحنه فوق طاقتنا ولكن هناك
خطىء فادح وهو إننا يجب أن نفرق بين المحنه التى يضعنا فيها القدر وبين ضغوطات
يضعنا فيها أشخاص .فعندما يضعك الله فى محنه ما لاتقول إنها فوق طاقتى لأن الله سبحانه وتعالى
كما قال فى كتابه العزيز( لايكلف الله نفساُ إلا وسعها)
فالله
لا يحملنا مالا نطيق فهو عندما يحملنا شىء يحملنا ما نقدر عليه ممكن فى البدايه
يخيل لنا شيطاننا إنها فوق طاقتنا وإننا نعجز عن حلها ليوصلنا إلى الكفر ولكن إن
دققنا فى الوضع سوف نجده إنه مفسر علينا وإننا نستطيع تحمله هذا من ناحيه.
من
ناحيه أخرى أما الضغوط التى تكون من جانب أشخاص فهذه هى التى لا نتحملها أو
نتحملهاعلى حسب الضغوط ، لأن الأشخاص ليسو إلا بشر مثلنا لا يدركون إنهم فى
أحياناً يضغطون علينا ويحملوننا فوق مانستطيع،كالأبناء مثلاً أو الأباء والأمهات
أو المدراء فى العمل أو الأزواج على
زوجاتهم أو العكس .
لهذا يجب أن نفرق بين المحن القدريه والضغوطات التى تكون بسببها وبين المشاكل والضغوطات البشريه ،فالمحن القدريه
نستطيع أن نتعامل معها ونتحملها ،أما الضغوطات البشريه فهى تختلف فهناك من نستطيع
وهناك لا فيجب أن لا نفصل بين الاثنين ونحاول أن نتحمل ،وأنا معكم أن الموضوع صعب
فهو صعب علينا جميعاً ولكن ليس مستحل فبإذن الله نستطيع أن نخوض ونتحمل وننجح ؛ولكن
فى جميع الأحوال يجب أن لا نوصل الأمر مهما حدث إلى اليأس والانتحار فمهما كان
مانريد أن نهرب منه سيىء يجب أن نتذكر إننا سوف نهرب إلى الأسوأ فمن ينتحر يصبح
كافر والكافر فى النار وهذه النار مؤبده
والحياه هناك بلا موت أى خالده فماذا تفعل بنفسك تهرب من عذاب مؤقت إلى
عذاب دائم لا نهاية له ، ولا تستغرب من
كلمة مؤقت نعم فهو مؤقت فمهما عشت فى هذه الدنيا كم ستعيش 70 عام أم 100 أم
200 عاماً لو فرضنا أنك من الاشقياء فتعيش
طول عمرك فى عذاب فقيس عمرك فى الدنيا القصير هذا بعمرك فى الأخره الطويل ففى
الأخره ستعيش أكثر من 1000 سنة بل عمرك ليس له نهايه وقتها فعلينا كلنا أن نتحمل
القليل ونضع أمامنا حافز وهو الأخرة التى هى أشد وأبقى و فالأخرة هة الخلود حياه
بلا موت ، فإذا خسرنا دنيانا ولم نحقق فيها ماكنا نتمنى ونريد فلا نزود الطين بَله
ونخسر أخرتنا أيضاً فتوجه إلى الله دائماً وهو المعين وتذكر هذه الحقيقه الأكيده وهى إننا فى عذاب مؤقت وليس دائم ويجب
أن ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على مانحن فيه.
كتب بقلم :منة الله محمد فؤاد
تعليقات
إرسال تعليق