بالطبع ستقول لا؛ وأن الله ارحم؛ وإنك مؤمن بالله ومؤمن إنه هو الرحمن الرحيم؛ وارحم علينا من أنفسنا؛ وتدعى إنك تحبه وتطيع آوامره؛ ثم نجدك تكتب كل ماتملكه لبنتك الوحيدة خوفًا من أخواتك! أين الإيمان هنا؟ فالإيمان ليس بالكلام؛ أين الفعل الذى يثبت الإيمان الحقيقى بداخلك؟
لا تبرر وتقول لأن أخوتك أشرار؛ وسوف يطمعون فيها أو تعترض وتتساءل لماذا يرث أخوتى وابنائهم؟ فبنتى أولى بمال أبيها؛ وهذا لا يصح! هل لأنها بنت اتركها تأخذ القليل هذا حرام! ماهذا الكلام؟! من الذى يقول حرام أم لا؟ الله هو الذى وضع الشرع ليس أنت؛ هو ارحم علينا من أنفسنا انسيت؟ إنه ارحم الراحمين؛ انسيت إنه هو الذى جعل المرأة ترث من الأساس وكانت محرومة من الميراث قبل الإسلام؛ تذكر إنه ارسل لنا النبى (صل الله علي وسلم) رحمة لنا فهو الذى اوصى بالنساء فعن أبي هريرة، أن النبى قال ﷺ:(اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساء).
لا تبرر وتقول لأن أخوتك أشرار؛ وسوف يطمعون فيها أو تعترض وتتساءل لماذا يرث أخوتى وابنائهم؟ فبنتى أولى بمال أبيها؛ وهذا لا يصح! هل لأنها بنت اتركها تأخذ القليل هذا حرام! ماهذا الكلام؟! من الذى يقول حرام أم لا؟ الله هو الذى وضع الشرع ليس أنت؛ هو ارحم علينا من أنفسنا انسيت؟ إنه ارحم الراحمين؛ انسيت إنه هو الذى جعل المرأة ترث من الأساس وكانت محرومة من الميراث قبل الإسلام؛ تذكر إنه ارسل لنا النبى (صل الله علي وسلم) رحمة لنا فهو الذى اوصى بالنساء فعن أبي هريرة، أن النبى قال ﷺ:(اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساء).
فالنبى كثيراً مادعى إلى العدل بين البنت والولد حتى فى المعاملة، والله سبحانه وتعالى هو الذى اعطى للمرأة حق أن يكون لها رأى فى زواجها ليس جبراً؛ واعطى لها الحق فى التعليم، كماجعل زوجها قيم عليها؛ والقوامة معناها أن يراعى شئونها ومصالحها ويحافظ عليها؛ ويعاشرها بالمعروف؛ ولو طلقها ألزم الرجل بالنفقة عليها ولو حامل اجبره إن يعطيها أجرة رضاعتها على ابنها تخيل؟! بالإضافة إلى مؤخر الصداق وغيرها كثير من الحقوق التى تحسدوا النساء عليها.
من الذى اعطى كل هذه الحقوق السابق ذكرها للمرأة؟ من؟ ليس قاسم أمين؛ ليست أمريكا ولا فرنسا؛ ليست سوزان مبارك؛ لكن الله الحكم العدل؛ كل من ذكرتهم هم فقط طبقوا أوامر الله؛ لم يخترعوا شىء من عندهم؛ فالله الذى لم يترك المرأة فى وجه من الوجوه وإلا وضع قواعد شرعية لتعامل أفضل معاملة؛ فهل تعتقد أو تشك فى إنه يظلمها بجعل إخوتك يرثون معها؟ أو تظن إنه يقلل من حصتها فى المال لأنها أنثى! هل تشك فى عدل الله عزوجل؟! فالله هو الذى كرم وحمى الأنثى من ظلم الرجل لها؛ أين كان هو؟ فماذا كان يفعل العرب فى الجاهلية قبل الإسلام؟ انسيت وأد البنات؟! فكان الأب يدفن بنته الرضيعة وهى حيه خوفًا من العار؛ ومن يتركها تعيش يضعها فى منزلة أقل من الابن أى أخوها؛ وكان الأعمام يأخذون كل الميراث وتُحرم النساء منه.
أما عن الزوج فكان يعامل زوجته كجارية له؛ فجاء الله عزوجل ومنع كل ذلك؛ اعطها حق فى الميراث؛ وأمر وليها سواء أبوها أو أخوها أو عمها ألخ بمراعتها ومعاملتها أفضل معاملة، وأمر الزوج برعاية شئونها ومعاملتها بالمودة والرحمة حتى لو كرهها ولو طلقها فلا يحق له إيذائها.
- ياأيها الأب الذى تشددت فى الحديث عندما قولنا لك طبق شرع الله سبحانه وتعالى؛ ولا تمنع أخوتك من الميراث؛ نجدك تصيح وتقول ابنتى سيأكلون حقها؛ ابنتى؛ ابنتى؛ يارجل أعلم أن الذى وضع حب ابنتك فى قلبك هو الله سبحانه وتعالي؛ هو الذى رزقك لترعها من حيث الطعام والشراب والملبس؛ هو الذى أمرك بالعدل بينها وبين أخوها؛ هو الذى أمرك بتعليمها والإحسان إليها؛ لا تدعى رحمه اكتسبتها من رب الرحمه؛ فهو ارحم الراحمين، أما أنت ماالذى تعرفه عن الرحمة؟ اخبرنى ماذا ستفعل لو قامت ابنتك بعلاقة آثمة مع شاب؟ هل ستلتمس لها العذر؟ هل ستعطيها فرصة لتنصلح وتسامحها؟ أم ستقتلها؟ وهذا الرأى الأكيد بدون شك؛ لتغسل عارك؛ تقتل بنتك التى كنت تتشاجر لآجلها! تقتل بنتك التى تدعى إنك ارحم منها ممن خلقها؛ أماالذى خلقها الرحمن سوف يعطيها فرصة لتتوب ولو تابت غفر لها؛ لأنه هو الغفور الرحيم، فالمرأة لو زنت عقابها مثل الرجل لو غير متزوجة تُجلد ولو متزوجة تُرجم؛ لا تفرقة فى العقاب كما يحدث فى مجتمعتنا؛ تذكر الله الذى قلل من فضيحة المرأة حتى لو زانية فوضع شروط تٌصعب إثبات جريمتها؛ فحتى لو رأها زوجها فى وضع الزنى لابد أن يأتى بأربعة شهود لإثبات الواقعة؛ هل تستطيع تخيل رحمة ربنا وصلت لأى مرحلة! وأنت من أنت؟ لتأتى اليوم وتصيح لا أطبق الشرع؛ وتطالب بالرحمة ببنتك! وعدم ظلمها! فهل الشرع يظلم ابنتك؟ أو لا يرحمها؟! تذكر فأنت لستٌ أرحم من الله من ابنتك.
ويأتى السؤال لماذا يرثوا أخواتى مع بنتى أو بناتى؟ لماذا يؤخذ من حق البنات؟
أولاً: هذا السؤال تذكر يدل على ضعيف الإيمان لدى صاحبه؛ لأن الله هو العدل، فالعدل من اسماؤه الحسنى؛ فكما سبق وذكرنا إنه هو الذى اعطى للمرأة حق الميراث فكيف يأخذ من حقها؟! فيجب أن نُعدل السؤال وهو ماالحكمة من أن يرث الأقارب مع البنت أو البنات عمومًا؟ وذلك لأن المؤمن الحق يلزم عليه أن يكون عنده حسن ظن بالله سبحانه وتعالى؛ فهو جعل أخواتك يرثون مع ابنتك لحكمة جليلة لا لأجل أن يظلمها.
ثانيًا: لا تنسى أن المرأة فى الإسلام لا تعول؛ فالرجل هو الذى عليه واجب الإنفاق عليها؛ سواء كان أبيها أو أخيها أو عمها أو خالها أو ابن عمها أو أى قريب مسئول عنها وله رعايتها إذا كانت غير متزوجه وتحتاج إلى رعايه ولا مال لها؛ وحتى لو كان لها مال فعليه أن يراعى مصالحها إذا احتاجت.
ثالثًا: مادام الله فرض على الرجل رعاية المرأة؛ وأن الله هو العدل وفى نفس الوقت هو الرحيم؛ ألا يقتضى العدل أن يٌعين الرجل على أوامره؛ فمادام الرجل سيقيم على شئون وأمور أخته أو ابنت عمه؛ وأن هذا الأمر فرض عليه؛ فبدلاً من أن يقتطع من ماله الخاص ويكون متأذى ويتفضل عليها ففرض له مال أو بمعنى أدق اعطاه أجرة عمله وهى من مال البنت نفسها؛ فهو لا يتفضل عليها بل جعل الله سبحانه وتعالى المرأة هى المتفضلة عليه؛ فأعطى للذكر حظ الانثيين حظ له والآخر لأخته؛ فلو دققت لتجد فى الحقيقة إن الأنثى هى التى لها سهمين فى الميراث؛ لأنها ملزمة من أخيها ولايجوز له أن يقتطع من ميراثها؛ بل ينفق عليها من ماله هو حتى يُزوجها؛ أما لو كانت متزوجة؛ فهو أيضًا له رعايتها لو احتاجت له فى أى وقت؛ أو فى حالة لو تعرض زوجها لأى مكروه يجعله عاجز عن الإنفاق عليها؛ ولاتنسى إن الأخ نفسه مسئول عن زوجة يصرف عليها؛ هذا من ناحية الأخ.
أما من ناحية الأقارب فلقد اورثهم الله سواء عم أو ابن اعم ليرعى المرأة من مال المرأة نفسها الذى هو فى الأصل مال الله عزوجل.
رابعًا: الله أعلم بالنفس البشرية وطمعها؛ وادرى بوساوس الشيطان وتحريضه على جعل الطاعة ثقيلة على الإنسان؛ ففرض الله مايساعد العبد على طاعته؛ فالرجل فرض عليه الشرع ألتزمات كثيرة سواء فهو لو متزوج مسئول عن أسرته، ولو أمه وأبيه فقراءولم يكن لهم مصدر رزق ثابت فعليه مساعدتهم، وكذلك لو لدية أخوة فتيات غير متزوجات فواجب عليه مراعتهم حتى يزوجهن؛ فبما أن الشرع ألزمه بتحمل رعاية ابنة عمه أو عمته أو أى قريبة له؛ فالأمر سيكون ثقيل عليه ومن الرحمة مراعاته وإعطاءه جزء يعينه على إعانة المرأة التى سيتكبد رعاية مصالحها؛ فظروف المعيشة صعبة كما نعلم.
خامسًا: أمر الله الناس بمراعاة صلة الرحم؛ فكما تظن فى أقاربك ظن السوء؛ جرب وظن ظنًا حسنًا؛ فلا أقول أخوك أو ابن أخيك من دمك، ولكن اعتبره غريب؛ هل لو قام رجل غريب بمساعدة ابنتك فى أمر ما؛ وساهم فى تيسير مصلحة من مصالحها؛ هل ستكافؤه وتعطيه ولو هدية تعبر له عن شكرك؟ أم ستكون جاحد وناكر للجميل؟ فهذا لو غريب؛ فمابالك بالقريب؟ فنفس الشىء اعتبر الجزء الذى سوف يأخذه قريبك من ميراثك الذى فرضه الله سبحانه وتعالى هدية له ومكافأة له على مساعدته ورعايته لشئون ابنتك فى المستقبل بعد مماتك؛ فبماإنك ستكافىء من يخدم بنتك؛ فالله أولى وأكرم؛ فلو كنت أنت تحب ابنتك؛ فالله يحبها ويرحمها أكثر منك؛ ورحمته وسعت أقربائك أيضًا؛ لأن رحمة الله وسعت كل شىء.
أما مايحدث فى الواقع العملى من عصيان الله؛ وعدم مراعاة الأخ لأخته بل حرمانها وأكل حقها فى الميراث؛ وطمع واستغلال الأقرباء لبنات أعمامهم، ومايحدث من مهازل فى كثير من القصص التى نسمع عنها؛ فهذا من فعل الشيطان؛ وعصيان البشر؛ وبالطبع الله يعلم بكل ذلك من قبل مايحدث؛ فهو يعلم إنه كما يوجد من يطيعه؛ يوجد من يعصيه؛ ولا شأن لك بذلك؛ فالله أمرك فطعوه؛ ومن يعصيه فالله عليه معاقبته؛ لكن لا تتدخل وتفترض إن أخوتك سيطمعون ويحرموا ابنتك من الميراث؛ أو حتى لو كانوا بالفعل سيئين وأنت تعلم أخلاقهم؛ فطيع أوامر الله لعل الله يهديهم؛ ولو لم يهديهم يكفيك إنك اطعت الله؛ وتأكد إن كنت مؤمن بالله حقًا؛ إن من يطيع الله سبحانه وتعالى لن يضيعه؛ فرب دينار تركته لابنتك فيه البركة خير من ألف دينار لا بركه فيه( فألف جنيه تركتها لابنتك فيها البركة خيراً من مليون لا بركه فيها) فابنتك الوحيدة حسب الشرع ستأخذ النصف والباقى إلى الأقارب، الأقارب سواء الأعمام وأولاد الأعمام؛ هم المطالبين برعاية ابنتك بعدك؛ وحمايتها ورعاية مصالحها؛ فلو لم يفعلوا ذلك واخذوا الميراث؛ ولم يسألوا عنها؛ وإذا وقعت بنتك فى كرب ولم يساعدوها فعقابهم عند الله ليس أنت؛ وتأكد أن الله أرحم على ابنتك منك أنت؛ ومادام اطعت الله وقمت بتنفيذ أوامره؛ سيحافظ على ابنتك أم المال الذى ستحرم أقاربك منه لن يحمى ابنتك بل وسيضُرها.
فكن واثقًا فى أوامر الله؛ فالإيمان فعل ليس قول؛ وأنت تعلم ذلك؛ فعندما يقول لك شخص إنه يحبك بلسانه ويفعل ماتكره؛ لن تصدقه إلا مايفعل ماترضى به.
وفى الختام لا يوجد أفضل من التذكير بكلام الله عز وجل(يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) سورة النساء آية11.
تذكر دائمًا أن الله هو العليم فهو أعلم منك وحكيم لأنه يدرى أين الخير؛ فاتقى الله واتبع أوامره وكن واثق فى حكمته؛ وإلا لا تغضب ممن يهينون الدين بلسانهم؛ فأنت اهنته مثلهم بأفعالك؛ فكر وتدبر فى آيات الله ولا تدع الشيطان يلعب برأسك؛ أصلح الله حالنا جميعًا.
تذكر دائمًا أن الله هو العليم فهو أعلم منك وحكيم لأنه يدرى أين الخير؛ فاتقى الله واتبع أوامره وكن واثق فى حكمته؛ وإلا لا تغضب ممن يهينون الدين بلسانهم؛ فأنت اهنته مثلهم بأفعالك؛ فكر وتدبر فى آيات الله ولا تدع الشيطان يلعب برأسك؛ أصلح الله حالنا جميعًا.
بقلم: منة الله بنت محمد
تعليقات
إرسال تعليق