التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا تتركه يكبر بداخلك

                 

لا تغضب حتى لا يتحول صوتك لنهيق ويقل تفكيرك وتُضيع حُجتك، ومعها حقك بل ويذهب إلى خصمك الباطل، كن ثابت قدر ماتستطيع، فالغباء أن تعطى مشكلة أكبر من حجمها الطبيعى، ومن الحماقة إننى كثيراً ماأرفع شخص عن مقداره الطبيعى فيصير فوقى ويعلو صوته على صوتى.


 وكل هذا بسبب الغضب الذى تركته يتحرك ويعلو صوته داخلى، فعليه تهذيبه، فالمواقف التى حققت فيها انتصار كان بسبب تلجيمى للغضب، فللآسف أحياناً يفلت منى اللجام.


فحذارى من غضب يسقطك فى فوحة البركان، لأنه سيقضى فى ثانيه على كل الخير الذى فعلته فى أيام، فلا تشمت فيك شيطان كان يائسان من سقوطك فى العصيان، وقتها سيندمك على يوم وجودك، فأحترس من غضبك وانظر لعيبك قبل عيب غيرك، وإياك والكبر والغرور، وأعلم إن ممكن أن تسقط فى الذنوب بسهولة مهولة، فأحترس وإلا ستندم مثلى.


من العيب إننا نعلم المعلومة الصحيحة ونختار الخاطئة، ونندم بعدها، وهذا الأمر حيرنى! كيف أخطأ وأنا لدى معلومات! واكتشفت إننا علينا أن نشغل أنفسنا بالتدريب على تطبيق المعلومة أكثر من جمع المعلومة، وماالعيب فى ذلك؟ فنحن نهتم  بالرياضة وتدريب أجسامنا لتكون بصحة جيده، فعلينا أيضاً بتدريب أنفسنا، فالصحة النفسية لا تقل عن الصحة الجسدية.


وأخيراً سنرتاح عندما نتعلم من أخطاءنا ولا نكررها،  فالأحمق هو الذى لا يصلح عيوبه، ويعطي الفرصة لغيره أن يقللوا  من شأنه، فعليه تذكير نفسى أن اتحكم فى غضبى، ولا أعطى المشكلة أكبر من حجمها، وابصق على شياطنى الذى لا يترك آذنى، وادعُ الله أن يثبتنى ويثبت من ينوى تصليح عيوبه لإيقاف ذنوبه.



بقلم: منة الله بنت محمد


لمن يهمه أمر قراءة:


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تتعلم المحاماه بمفردك؟

      تحدثنا فى المقالة السابقة عن أهم أداة يحتاج لها المحامى لينجح فى المحاماه، وهى أن يكون لديك لغة عربية فصيحة، وبالطبع هناك أدوات أخرى يحتاج لها المحامى.  ولكن قبل الخوض فى تفاصيل المقالة لو لم تقرأ المقالة السابقة؛ عليك قراءتها لأنها امتداد  لهذه المقالة للذهاب إليها اضغط هنا . ماهى الأداة الثانية لنجاحك كمحامى؟  المحامى فى العصر الحالى يختلف عن المحامى فى الماضى، وهذا أمر طبيعي، لأن العالم نفسه تغير، لهذا عليك أن تطور من نفسك كمحامى لتواكب العصر.   وكما أن اللغة العربية تحتاج لها فى شتى مناحى عملك في المحاماة من مرافعة وكتابة المذكرات وغيرها، فأنت أيضاً محتاج للغة العصر، وهى مهارات الحاسب الآلي (الكمبيوتر) وبالطبع لا ينفصل عنه الإنترنت.  هل المحامى المبتدىء هو وحده الذى يحتاج للغة العصر؟      لا يختلف الأمر لو كنت محامى مبتدىء أو خبرة كبيرة في المحاماة، فلا غنى عن الحاسب الآلي والإنترنت، فهما يمثلان لغة العصر الحديث وأدوات تساعدك أى شخص على النجاح فى أى مجال.   أما بالنسبة للمحاماة فسوف تساعد كثيراً كل درج...

أسرار لتكون من الصالحين

   إذا أردت أن تكون من الصالحين، إذا أحببت التقرب إلى الله عزوجل؛  فأبدأ مباشرة فى طاعته بنية خالصة؛ وكن عندك إصرار وعزيمة، ولا تترك أى شخص أو شيء يمنعك من الوصول لله، وكن واثق إن كل صعوبة فى البداية ستواجها أنت مثوب عليها؛ وإصرارك على العبادة سيرفع منزلتك عند الله سبحانه وتعالى ووقتها سيجعل العبادة سهلة عليك لدرجة إنه يقربها لك بشكل تتعجب أنت منه، وفيما يلى نقدم إليك بعض الأسرار التى تساعدك إن شاء الله لتكون من الصالحين.  بمن تستعين؟ بأهلك؟ أم أصاحبك؟ أم تعتمد على نفسك فقط؟ فأعلم أن كل ماسبق لن ينجح وحده بدون الله؛ فاستعن بالله وحده؛ كل فرد منا لديه نقطة ضعف أو أكثر هى عبارة عن العراقيل التى تمنعه عن طاعة الله عزوجل بشكل تام أو عن تأديتها بشكل سليم، والحل هو الاستعانة بالله نفسه ليس بالبشر؛ فقد ينسى أخوك إيقاذك للفجر أو تمرض أمك فلاتقدر على القيام لإيقاذك أو يغفل صديقك أو ينشغل عنك بظرف طارىء أو يموت أبوك الذى كنت تعتمد عليه ليعينك على طاعة الله عزوجل. لهذا فأنت  فى حاجه لشخص لا يموت ولا يمرض ولا يغفل ولا يشغله شىء عن شىء، ولا تأخذه سِنة ولا...

أسرار التقرب إلى الله

هذه المقالة تعتبر الجزء الثاني من مقالة أسرار لتكون من الصالحين واخترنا هذا العنوان لأنك قد لا تصل بأعمالك لتكون من الصالحين ولكنك تستطيع التقرب إلى الله فى كل وقت وحين وإليك أهم الأسرار: تصدق بما تُحب: من أسرع الطرق التى ترفع درجاتك لتكون فى صف الصالحين هى الصدقة؛ وخصوصًا لو تصدقت بما تُحب، ليس أى شىء تُخرِجَه وتُعطِيه للفقير يعتبر صدقة، فيجب أن يكون شىء ينتفع به الفقير، فإذا أردت أن تتصدق بطعام لا تخرج طعام فاسد انتهت صلاحيته أو ملابس مُهلكه؛ أو شىء لا يصلح للإستخدام!  فتصدق بملابسك القديمة شرط أن تكون صالحة للإستخدام فأحرص ألا تكون بها قطع أو مُهلكة، وسوف تنال أجرك عند الله، أما لو أردت أجر مضاعف ومنزله أعلى، فتصدق بماتُحب، فقال الله تعالى فى سورة أل عمران آيه(92):" لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ". صدق الله العظيم، ففى تفسير ابن كثير قيل فى معنى البر أى الجنة، وفى تفسير السعدى ورد فى قوله تعالى: ( لن تنالوا) أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع ...