التخطي إلى المحتوى الرئيسي

احذر سرقة حلمك عبر الإنترنت



      احذر سرقة حلمك عبر الإنترنت، سرقة الأحلام هو واقع حقيقي نعيشه، فالظروف المعيشية الصعبة وقلة الفرص والعراقيل والمشاكل التى تواجهنا فى حياتنا تتسبب فى سرقة أحلامنا، وتجعلنا بدلاً من السعي فى تنفيذ أحلامنا والسير فى الاتجاه الصحيح، نجد أنفسنا نسعى فى اتجاه أخر لمجرد العيش.



السرقة إلكتروني:


 والجديد أن سرقة الأحلام أصبحت متواجدة عبر الإنترنت والوسائل الإلكترونية من تطبيقات وبرامج موجهة لسرقة أحلامك! وذلك يكون من خلال توجيه فكرك لاتجاه مخالف لما أنت عليه ويكون لحسابهم، ويقنعونك كذبًا إنهم يساعدوك لتحقيق حلمك لتكتشف أنك تحقق أحلامهم، بعدما يكون ضاع حلمك وعمرك.


  لهذا أردت التنويه لعلّ أحد يقتنع بنصائحي وينقذ نفسه من خلال خبرتي القليلة وتجربتى وأيضاً تجربة الآخرين، وإليك النقاط الأساسية التى يتم خداعنا عبر الإنترنت وهى الآتي:


ربح المال عبر الإنترنت:


   الربح عبر الإنترنت حقيقة ليست خيال، هناك آلاف الوظائف التى يتم عرضها كل يوم عبر الإنترنت من خلال المواقع المختلفة، لا سيما مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك، ولكن انتبه فجزء منها عبارة عن نصب فعلى، هدفه استغلالك من وجهين:


١-استغلال مالك: 

مثل المواقع التى تبيع لك الوهم وبينك وبأنك ستحصل على الملايين لو اشتريت برنامجها أو اتبعت أسلوبها فى الربح عبر الإنترنت؛ والنصب يمتد للمواقع الأجنبية بل هى لها الصدارة حيث إنهم سبقونا  فى معرفة الإنترنت، والنصب الإلكترونى له أشكال عديدة، وإن كنا سنفرد فى هذه المقالة نوعين فقط.


         ٢- استغلال مجهودك:

 كأن تقوم بالعمل لحساب الغير، الذين يعدونك بأنك ستحصل على عمولة ستزيد كلما زادت مبيعاتك؛ ولكى تزيد عليك بالعمل أكثر، وفى النهاية تجد نفسك تسوق لهذا الموقع وتجذب لهم زائرين، وتعمل وترهق نفسك وفى النهاية يخبروك إنك لم تحقق المرجو، وإنك مقصر وهناك غيرك حققوا نتائج مبهرة، لتكتشف فى النهاية إنك خُدعت.


   تنوية مهم جداً: ما سبق مثال فاسد، وبالطبع كمايوجد الأسود يوجد الأبيض، لهذا يجب التأكيد إن الربح عبر الإنترنت حقيقة وليس كله نصب، فهناك مواقع محترمة تقدم منتجات وخدمات مفيدة، وعندما تسوق لهم يقدروا مجهودك، فلا تخلط بين الأبيض والأسود، فعليك الحذر، ويأتى السؤال هنا كيف تحترس؟ وكيف تفرق بين المواقع الصادقة والكاذبة؟


 الطريق السهل والسريع:


  وهذه ثانى خدعة فبعدما يجذبك إنك ستربح الكثير من المال، يشرح لك أنك لا تحتاج خبرة ولا تعليم وفى خلال وقت قصير جداً ستربح الملايين! وبالطبع يقع الكثير من الضحايا،  فالعمل بسيط لا يحتاج غير جهاز حاسب آلى وانترنت، ويبدأ الضحيه فى العمل فوراً دون التفكير فى ضمان له أنه سيتقاضى مقابل. 

 وكل يوم يعمل بحماس، ويقضى الساعات فى نشر روابط للموقع أو إقناع أخرين لتكبر شجرة التسويق، أو يسوق لمنتجات من بيته دون أن يذهب للشركة التى تملك الموقع ليتأكد من هوية من يتعامل معه، ويظل يسوق من بيته؛ وفى النهاية إما أن يقال له العملاء لا يشتروا أو يأخذ مقابل زهيد لا يقارن بتعبه كأن يعطيك دولار.


فخذها قاعدة أى عمل جاد يحتاج لصبر واجتهاد لكن الربح السريع الذى لا يتطلب جهد فهذه خدعة وأكذوبة، فالله عز وجل خلق الدنيا فى ستة أيام مع إنه سبحانه وتعالى كان ممكن أن يخلقها فى دقيقة واحده، فقط يقول للشىء كن فيكون، وذلك لحكمة وهى أن يعلمنا الصبر، وأن كل عمل جاد يحتاج لوقت لترى نتيجته.


وبالطبع لكل قاعدة استثناء فهناك من حققوا ربح سريع، ولكنه استثناء ونادر، ومن الاستثناءات الاستبيانات مثلاً فأنت تحصل على عائد سريع مقابل الإجابة على أسئلة لدى شركة ما، فأدرك إن الربح الذى تحققه واهى، فلو احتسبت وقتك الضائع لفضلت أنت دفع المال لتتعلم مهارة تفيدك. 


وتذكر أن الربح بشكل عام هو رزق من الله،  فأحياناً ترى رجلان مثلاً يقومان بتسويق بعض المنتجات،  لنفس الشركة، أحدهما حقق ربح كبير والثانى لم يحقق إلا القليل وأحياناً لا يحقق نهائياً،  رغم إنه يبذل مجهوداً، لهذا لا تستمع لأحد يعدونك بالربح السريع، لأن الرزق والتوفيق بيد الله.


تأكد من شخصية من تتعامل معه (هُوية الموقع):


العمل عن بعد مريح وممتع، بشرط أن يكون مضمون، ولتتأكد إنك تتعامل مع جهة سواء موقع أو شركة ذو ثقة، يجب زيارة الشركة والتأكد بنفسك من هوية أى شخصية تتعامل معها، ويا حبذا لو تم إبرام عقد تضمن به حقك، ولكن لو لم يوجد عقد واطمئننت من المكان وأصحاب العمل، وسألت الجيران حولهم وتأكدت إنها شركة متواجده لأكثر من سنة فلا بأس أن تعمل معهم، وهذه  أول وأفضل طريقة للتأكد.


ثانياً: لو المكان بعيد عليك أنت كأن تكون الشركة فى محافظة أو بلد أخرى، فتستطيع أن تعمل من غير أن تذهب بشرط أن تتأكد كأن تبحث عنهم  على الإنترنت نفسه الذى يعملون به. 


  فلو بحثت عن اسم الموقع أو الشركة عبر الإنترنت من خلال محرك بحث مثل Google أو Yahoo أو غيره، ووجدت لهم أعمال فهذا ضمانة لك، وكن حريص أن تبحث جيداً، فقد تجد من يشكوا فى حقهم أو يُقيمهم تقييم سيىء.


 وأعلم أن الحياة على الإنترنت مثلها مثل الحياة الواقعية فسيرة أى شخص مهمة فى الواقع، فمابالك فى مجال العمل على الإنترنت؟


 أما فى حالة لو لم تجد للموقع أو الشركة وجود على الإنترنت فبتعد عنهم تمامًا، فمن الطبيعى أن يكون لأى موقع أو شركة أعمال أو إعلانات تظهر وجودها على الإنترنت، إلا فى حالة كون الموقع نشأ حديثًا وهذا احتمال ضعيف، لا تعتمد عليه. 



الجهل الإلكتروني:


العلوم كثيرة ولا أحد لديه خبرة بجميع المجالات، فلا تقحم نفسك فى مجال لا تعرفه لهدف الربح فقط، وأنت لا تفقه شىء فيه، ولا تنخدع بأرقام الربح المبالغ فيها، فهذه الأرقام هدفها إستدراجك، أو بمعنى أدق صيدك! 


ومثال على ماسبق سوق تبادل العملات مايُعرف

بـ (Forex)  هناك الكثيرين يدخلوه بدون سابق معرفة به، واتذكر قصة صيدلى أعرفه شخصياً  دخل فى ذلك المجال بعدما أخذ دورة تدريبية وحقق ربح بسيط فى البداية، فتشجع وفعل مثلما يفعل المقامر، ووضع كل ماله وضاع كله، وكانت خسارته فادحة، فلا يوجد مراقبة إلكترونية ولا يوجد جهة يشكوا لها! ورأس ماله الذى جمعه من عمله فى الأدوية لسنين ذهب ولم يعد، وتبددت أحلامه، ورجع للصفر من جديد!


أين أنا؟


وبعد مدة كبيرة من السعى والجرى كالوحوش خلف وهم ربح الملايين من الإنترنت بطريقة سهلة وسريعة وبدون خبرة، تجد نفسك تائه فى نهاية المطاف لم تحقق شىء، ضاع مالك فى حالة لو اشتريت منتجات تلك المواقع أو ضاع مجهودك فى حالة لو عملت لحسابهم فقط، وبالطبع ضاعت سنين من عمرك وأخذت معها حلمك.


 فهناك خرجين يقومون بالعمل من خلال الإنترنت بشكل مؤقت حتى تأتى فرصة الحصول على وظيفة الأحلام، وهذا مايفسر حال شباب كثيرين يجلسون بالساعات على الإنترنت سواء عبر شاشات الهواتف أو الحسوب (الكمبيوتر) بدون نتيجة، وكلما يجدون إعلان الربح من الإنترنت يهرولون  خلفه، وهذه هى الكارثة، إنهم يعطوا اهتمام لشيء لا قيمة له، ويدفعون فى سبيل الوصول له عمرهم، وبالتالى فهم يبتعدون عن أحلامهم.


الإنترنت مجرد أداة:


لا تكن أداة يتم استغلالك وأنت جالس فى بيتك أمام شاشة، فالإنترنت هو مجرد أداة فأستخدمه لخدمتك أنت، استفيد أنت منه، لا تدعهُ يستفيد هو منك، ففى يدك جعل الإنترنت وسيلة لتعلم مهارات جديدة أو علوم جديدة تحتاج إليها لتحقيق حلمك أنت، فهناك مواقع مفيدة كثير مثل مواقع تعلم اللغات،  أو البرمجة وعلوم الحاسب وغيرها.


فأبدأ وابحث عن المهارة أو اللغة التى تريدها لتحصل على وظيفة أحلامك أو لعمل مشروع خاص بك، فلا تبحث عن الربح السهل أو السريع حتى لا تقع ضحية للنصب الإلكتروني عبر الإنترنت،  فتعلم وخذ وقتك فى كسب المهارة التى تؤهلك لسوق العمل، فهناك الكثير لديهم مشاريع ناجحه خاصة بهم على الإنترنت، وهذا تطلب منهم وقت وجهد واكتساب مهارات، لم يحدث فى ليلة وضحاها.



وأخيراً:  لا تجعل من نفسك أداة يستغلك بها الآخرون عبر الإنترنت، ولا تسمح لأحد أن يسرق حلمك إلكترونيًا بل حقق حلمك إلكترونيًا واستغل أنت الإنترنت لصالحك، أدفع مالك فى تعلم لغة أو مهارة تفيدك أو لكسب علم جديد عليك، فلا تُضييع مالك فى السراب، ولا تتعجل الربح السريع، وخذ وقتك فى التعلم والعمل بجدية، وأقصد العمل الحقيقى ليس السهل الذى لا تتطلب علم، فلا تُضييع وقتك وعمرك فى التفاهات، ولكى تضبط نفسك لا تجرى خلف أى إعلان لمجرد الربح فقط، وأسأل نفسك  على المهارة أو العلم أو الخبرة التى ستكتسبها من وراء العمل فى موقع أو شركة معينة، وهل هذه المهارة أنت محتاج لها لتحقيق حلمك الأساسى أم لا؟ وقتها فقط وقتك سيكون له قيمة، وستحمى نفسك من سرقة حلمك، وفقك الله لتحقيق حلمك.


بقلم: منة الله بنت محمد





 



 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تتعلم المحاماه بمفردك؟

      تحدثنا فى المقالة السابقة عن أهم أداة يحتاج لها المحامى لينجح فى المحاماه، وهى أن يكون لديك لغة عربية فصيحة، وبالطبع هناك أدوات أخرى يحتاج لها المحامى.  ولكن قبل الخوض فى تفاصيل المقالة لو لم تقرأ المقالة السابقة؛ عليك قراءتها لأنها امتداد  لهذه المقالة للذهاب إليها اضغط هنا . ماهى الأداة الثانية لنجاحك كمحامى؟  المحامى فى العصر الحالى يختلف عن المحامى فى الماضى، وهذا أمر طبيعي، لأن العالم نفسه تغير، لهذا عليك أن تطور من نفسك كمحامى لتواكب العصر.   وكما أن اللغة العربية تحتاج لها فى شتى مناحى عملك في المحاماة من مرافعة وكتابة المذكرات وغيرها، فأنت أيضاً محتاج للغة العصر، وهى مهارات الحاسب الآلي (الكمبيوتر) وبالطبع لا ينفصل عنه الإنترنت.  هل المحامى المبتدىء هو وحده الذى يحتاج للغة العصر؟      لا يختلف الأمر لو كنت محامى مبتدىء أو خبرة كبيرة في المحاماة، فلا غنى عن الحاسب الآلي والإنترنت، فهما يمثلان لغة العصر الحديث وأدوات تساعدك أى شخص على النجاح فى أى مجال.   أما بالنسبة للمحاماة فسوف تساعد كثيراً كل درج...

أمسيات قانونية رمضانية

تقدم مدونة ينمو المجتمع خدمة التوجيه والإرشاد لفرصة مميزة لكل محامى يريد أن يطور من نفسه فى المحاماة، سينعقد بمشيئة الله أمسيات قانونية رمضانية أونلاين أى الحضور سيكون اون لاين من مكانك ، وذلك برعاية (لجنة شباب محامين شمال الجيزة).  المواضيع التى ستتناولها الأمسيات القانونية ومواعيدها فى الآتى: ١ /مواجهة تحديات مهنة المحاماه. (وستنعقد يوم السبت 16/3/2024) ٢/إشكاليات عملية فى الشركات.(وستنعقد يوم السبت 26/3/2024)  ٣/ مواجهة التحديات القانونية في 2024. (ستنعقد يوم السبت 30/3/2024) سوف تكون هذه الأمسيات بمشيئة الله أمسيات نقاشية تفاعلية بين السادة المحاضرين والسادة الحضور كونها أكثر من محاضرات تقليدية علي غير المعتاد . • على أن يتم ختام تلك الأمسيات الثلاث بأمسية رابعة (إحتفالية ) بالنادى النهرى للمحامين بالعجوزة لتكريم الحاضرين بتلك الأمسيات ، وسيتم الإعلان عن تاريخ وميعاد الأمسية الرابعة بالأمسية الثالثة.  للإشتراك يرجى الرجوع لأول صفحة والضغط على الرابط بجانب كلمة الإشتراك  من هنا         ملحوظة: هذا الرابط تم نشره من قبل أ. نوره طه محمود وذلك فنح...

دورات فى فصاحة اللسان

             فرصة لمحبى القرأن، و محبى اللغة العربية، دورات تدريبية مجانية تساعدك على فصاحة اللسان، وارتفاع مستواك اللغوى.  فسواء كنت:  ( معلم قرآن، أو معلم لغة عربية  أو محام آو صحفى  أو إعلامى أو عاشق للقرآن الكريم ، وتتمنى أن تتلوه بشكل صحيح  مع فهم معانيه)   فأنت في حاجة لتقوية للغة العربية.   لهذا ترشدكم مدونة ينمو إلى ( الأكاديمية العالمية للنبر واستقامة الأداء القرآنى) التى تقدم الآتى: أولاً :  دورات فى النبر واستقامة الأداء القرآنى( شرح قواعد الميزان النبرى)  ثانياً: دورات فى التهجى،  ومخارج الحروف. ثالثاً: دورات فى تعليم النحو الذكى. أولاً : دورات فى  الميزان النبرى: والنبر هو العلم الذى يعلمك من إتقان نطق الكلمة بشكل دقيق، وأداء مستقيم.  فلو رجعت لمعنى النبر فى اللغة  ستجد الآتى:  النَّبْرُ في النُّطْق: هو إِبراز أحد مقاطع الكلمة عند النُّطْق، بحيث يكسبها الوضوح السمعي، ليصل بها لمعناها الصحيح.  كما أن النَّبْرُ في علم الصوتيات:  ظاهرة صوتية دقيقة تهدف إ...