إذا كنت معترض على العنوان فعليك أن تعلم إنك اشتركت فى تلك الجريمة؛ إمابحديثك وحُكمك الظالم أو بسكوتك وسلبيتك! نحن وبكل آسف مجتمع منافق نحاكم الضعيف؛ ونترك الغنى القوى حتى لو أرتكب أبشع الجرائم! والأمثلة على ذلك كثيرة ولعل أخرها قضية الفتاتين اللاتى أطلق عليهن فتيات التيك توك.
فتيات التيك توك:
تم اتهام فتاتين بأنهما ينتهكان قيم الأسرة المصرية! وأطلق عليهن فتيات التيك توك، ولكن كيف انتهكا قيم الأسرة المصرية؟!
من خلال مقاطع فيديو يقومان فيهما بالرقص، ولا أُدافع عنهما، فعلاً كان المحتوى فاسد؛ ولكن هل هن أول اثنتين ينتهكان قيم وتقاليد المجتمع؟ أين الكبار اللذين تتلمذن على إيدهم؟ أين الراقصات والفنانين الذين كانوا معلمين لجيل كامل؟
فهناك أعمال فنية سواء أفلام أو أغاني أو مسرحيات انتهكت قيم مجتمعية ثابته، وساهمت فى زعزعتها، ورغم ذلك لم يتم عقابهم بل حققوا نجاحات من وراء هذه الأعمال! بل وأصبحوا نجوماً، بل وقدوة لأمثال هاتين الفتاتين. فلو كنا سنعاقب، فالنعاقب الكبير قبل الصغير، نعاقب المعلم لا التلميذ!
لا عذر فى القانون:
هناك قاعدة قانونية ألا وهى "لا عذر فى الجهل بالقانون"؛ حتى لو مرتكب الجريمة طفل صغير(حدث) ولكن الصغير يتم مراعاة سنه وعدم خبرته بحيث لا يقسو عليه القاضى عندما يصدر الحكم عليه، ولكن تبقى قاعدة الأبقى للأقوى هى التى تطبق فى المجتمعات المتخلفة فلو أخذنا المثال السابق الخاص فتاة التيك توك فنجد العجب.
فلقد وجهت لإحدى الفتاتين تهمة متعلقة بالدعارة ورغم عدم بلوغها سن الرشد! فقد تم التعامل معها بقسوة شديدة! حيث تم أخذ ڤيديو مسجل لها كدليل قاطع على عملها بالدعارة، مع إن حديثها لم يكن صريح بأنها تروج للفجور، إلا أنه تم أخذ كلامها على محمل سوء النية؛ وهذا منافى للقانون خصوصاً إنها دون سن الرشد!
والعجيب إن الأسلوب التى تحدثت به الفتاة هو نفسه الدارج الذى يستخدمه كل من يعمل فى هذا التطبيق، فلماذا هى بالتحديد الذى أُخذ حديثها على أنه عمل غير مشروع؟ ولماذا لم يتم فعل ذلك مع غيرها من الوكالات أو التطبيقات الأخرى؟!
هل لأن الإعلام ألقى عليها الضوء؟ فماتم معها مراضاة للرأى العام؟ واعتقد لو كان الأمر كذلك فهذا يؤكد ماسبق ذكره إننا نسحق الضعيف، أماالقوى لا وإلا كان الأمن خضع للرأى العام فى قضية مقتل محمود النبا الشهيرة! ولكن قاتله لم يُعدم، وتم مراعاة سنه رغم كونه قاتل، فلماذا لم يراعى سن فتاة التيك توك؟!
والعجيب إنه بعدما تم تبرأتها من تهمة انتهاك القيم المجتمعية والخاصة بالدعارة، تم توجيه لها تهمة جديدة ألا وهى الإتجار بالبشر!
وتعتبر جريمة الإتجار بالبشر تتميز بالتعقيد الذى لا يجعلها بالسهولة ليتم توجيهها لفتاتين فى عمر الزهور، فجريمتهن ليس بهذا الحجم، فأين عصابات خطف الأطفال؟ الذين يستخدموهم للتسول بهم وعندما يكبروا يعلموهم التسول أو السرقة! أين السماسرة الذين يسهلون للأثرياء العرب الزواج من قاصرتهمة قابل المال؟! أين السماسرة الذين يستغلون احتياج الفقراء للمال ويشجعوهم على بيع أعضاءهم؟! أين ثم أين…..؟
تعليقات
إرسال تعليق